طلب الرئيس الأرجنتيني موريسيو ماكري من صندوق النقد الدولي تسريع الإفراج عن أموال من قرض مشروط بقيمة 50 مليار دولار، مع هبوط العملة المحلية (البيزو) إلى مستويات قياسية منخفضة مقابل الدولار الأميركي.
وواصل البنك المركزي الأرجنتيني بيع احتياطيات لليوم الثاني على التوالي في محاولة لوقف هبوط حاد في قيمة البيزو، الذي هبط 7.62 بالمئة ليغلق عند 34.10 مقابل الدولار، وهو مستوى إغلاق قياسي منخفض.
وهذا هو أكبر هبوط ليوم واحد منذ أن سمح ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية بتعويم عملته في ديسمبر كانون الأول 2015.
وخسر البيزو أكثر من 45.3 في المئة من قيمته مقابل العملة الأمريكية منذ بداية 2018 وهو ما أدى إلى تدخلات واسعة من البنك المركزي بما ذلك بيع احتياطيات بقيمة 500 مليون دولار هذا الأسبوع.
ويخشى مستثمرون أن الأرجنتين، التي تعاني من معدلات مرتفعة للتضخم واقتصاد ضعيف وتداعيات موجة مبيعات عالمية في الأسواق الناشئة، قد لا تتمكن من الوفاء بالتزامات ديونها.
وقال ماكري في خطاب أذيع تلفزيونيا "لقد اتفقنا مع صندوق النقد الدولي على تقديم كل الأموال اللازمة لضمان التقيد بالبرنامج المالي العام القادم... هذا القرار يهدف إلى القضاء على أي شكوك".
ولم يصدر تعقيب حتى الآن من صندوق النقد.
وقال ماكري "على مدار الأسبوع الماضي شاهدنا تعبيرات جديدة عن نقص في ثقة الأسواق، وتحديدا فيما يتعلق بقدرتنا التمويلية في 2019".
ووفقا لبيانات رسمية، فإن ديون الأرجنتين المقومة بالبيزو والعملة الأجنبية المستحقة السداد هذا العام تبلغ 24.9 مليار دولار، في حين يبلغ إجمالي الحاجات التمويلية للعام 32.3 مليار دولار.
ويقول البنك المركزي إنه باع أكثر من 13 مليار دولار في سوق الصرف الأجنبي هذا العام، لدعم العملة المحلية المنهكة وهو ما يعني أن احتياطياته حتى إغلاق الأسواق أمس الثلاثاء بلغت 54.69 مليار دولار.
وتتوقع الحكومة أن اقتصاد الأرجنتين سينكمش بنسبة 1 بالمئة في 2018 لكنه سينمو بما لا يقل عن 1.5 بالمئة في 2019.
وتوصل ماكري إلى اتفاق تمويل مشروط بقيمة 50 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي في يونيو حزيران وهو ما قلص الحاجة إلى تمويل باهظ التكلف من سوق السندات وساهم في استقرار مؤقت للبيزو. وأعلنت حكومته منذ ذلك الحين عن توفير أكثر من ملياري دولار في الميزانية، وهي عملية وعد بأن تستمر.