وصل مليون وثلاثمئة ألف طالبة وطالبة فلسطيني أمس الأربعاء، إلى مقاعدهم الدراسية في كل من الضفة والقدس المحتلتين وقطاع غزة، ليبدأوا العام الدراسي الجديد 2018-2019.
وتعيش الحالة الفلسطينية ظروفاً استثنائية في ظل ارتفاع مستوى التحديات التي تفرضها الوقائع السياسية وما يمارسه الاحتلال "الإسرائيلي" من انتهاكات بحق الفلسطينيين.
كما تشكل الأزمة السياسية التي تعصف بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا، عقبة كبيرة تضع اللاجئين تحت مقصلة الضغوط، خصوصاً بعد التحديات التي سبقت بدء العام الدراسي.
وفي ذات السياق كان صبري صيدم وزير التربية والتعليم قد أعلن أن وزراته أنهت الاستعدادات لإطلاق العام الدراسي الجديد، بحيث يتوجه فيه نحو 1,192,808 طالب وطالبة إلى مقاعدهم الدراسية، من بينهم، 693.165 ألف طالب وطالبة في الضفة والقدس و499,643 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة.
وبين صيدم أن الطلبة سيتوجهون إلى 2914 مدرسة بواقع 39,689 شعبة مُوزّعين حسب جهات الإشراف كما يلي: 781,169 ألف طالب في المدارس الحكومية و296,835 ألف طالب في مدارس وكالة الغوث الدولية، بالإضافة إلى ما يقرب من 114,804 ألف طالب في المدارس الخاصة، موزعين على 2135 مدرسة حكومية و353 مدرسة تابعة لوكالة الغوث و426 مدرسة خاصة، وذلك بإشراف ما يقرب من 66,136 معلماً وطاقماً مدرسياً.
أزمات غزة
يعيش قطاع غزة ظروفاً تعد الأصعب أفرزت عدداً من الأزمات كان أبرزها تقليص رواتب المعلمين إلى ما يزيد عن الـ 50%، وحرمان الوزارة بغزة من الميزانيات المالية التي تحول دون تنفيذ العديد من الأنشطة التعليمية الهامة.
أما على المستوى الرسمي، فقد طالب وكيل وزارة التربية والتعليم العالي الدكتور زياد ثابت الوزارة برام الله، بتوفير موازنات للوزارة بغزة حتى تستطيع أن تعمل مدارس القطاع كما نظيراتها مدارس الضفة في مجال الأنشطة والبرامج التعليمية المتنوعة، حيث إن هناك الكثير من البرامج يتم تنفيذها في مدارس الضفة ولا تنفذ بغزة بسبب نقص الموازنات.
وأوضحت ثابت أن نقص الموازنات يؤثر أيضاً على سير البرامج التعليمية مثل تدريب المعلمين، إضافة إلى عدم مقدرة الوزارة توظيف معلمين جدد، كما أن الحصار "الإسرائيلي" يحول دون ادخال المواد التعليمية للمختبرات المدرسية، إضافة إلى المشكلة الأساسية وهي رواتب الموظفين والمعلمين المتدنية بسبب الخصومات.
وبين وكيل الوزارة أن العام الجديد، تم خلاله افتتاح 15 مدرسة إضافية، منها 8 مدارس انشاءات جديدة، تم تزويدها 32 مدرسة بالطاقة الشمسية، مشدداً على أنه بالرغم من الانشاءات الجديدة لا تزال 236 مدرسة حكومية تعمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية، وهذا يتطلب إيجاد مبانٍ جديدة للتخلص من هذا النظام وتقليل الكثافة الصفية.
الأونروا
على الرغم من الأزمات العاصفة التي سبقت العام الدراسي في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" إلا انها استطاعت افتتاح العام الدراسي بالموازاة مع القطاع الحكومي، وتمكنوا من استقبال 280 ألف طالب توجهوا إلى مدارسها التي فتحت بشكل كامل.
وقال فريد أبو عاذرة رئيس برنامج التربية والتعليم في "الأونروا"، إنه من المبكر الحديث عن تأثير التقليصات على طلبة الأونروا، ونحن بصدد قبول طلبات الطلاب وتوزيع الكتب المدرسية، وقبول من يرغب بالتسجيل بالإضافة إلى الترتيبات الادارية الأخرى"، موضحاً أن الأمور بصورة عامة تسير على أكمل وجه.
وعن رفض "الأونروا"، استقبال طلبات تسجيل الطبلة الجدد، بين أبو عاذرة ان عدد الطلبات المرفوضة لم تتجاوز الـ 700 طلب، لسبب وجود تعليمات بخصوص تسجيل الطلبة، كاشفاً أن الأمر تحت النقاش والدراسية بين إدارة الأونروا والوكالة مبيناً أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد.
وتشكل الحواجز العسكرية "الإسرائيلية"، المنتشرة في أحياء الضفة والقدس المحتلتين، أكبر التحديات أمام الطلبة والمعلمين مع بدء العام الدراسي الجديد، إذ تتسبب في تأخير وصولهم إلى المدراس بسبب حالات التفتيش التعسفية والمفاجأة.
كما أن القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة للاحتلال رفع من وتيرة المخططات "الإسرائيلية" الخطيرة للنيل من الوجود الفلسطيني بالمدينة المقدسة، ونال قطاع التعليم نصيبه من هذه المخططات بما يعرف بمصطلح أسرلة نظام التعليم.