يستغل الاحتلال "الإسرائيلي" شاطئ غزة ليمارس وحشيته المخيفة بحق الصيادين العزل كون البحر الحلقة الأضعف في القطاع، ويستطيع من خلاله الاحتكاك بالغزيين الذين يعجز عن الوصول إليهم من خلال الحدود الشرقية لقطاع غزة بفعل المقاومة.
ويدفع قطاع الصيد بشكلٍ يومي ثمن العجز "الإسرائيلي" في قطاع غزة، إذ لا تمضي ساعات من الليل دون تفريغ الوحشية "الإسرائيلية" حقدها على الصيادين العزل، بعد أن تستهدف الزوارق الحربية مراكبهم بالرصاص الحي والمياه العادمة وتصادر منها ما تستطيع مصادرته وتعتقل بشكلٍ تعسفي من يبحثون عن قوت يومهم.
ويقع 4 آلاف صياد فلسطيني في بحر غزة بين فكي كماشة مساحة الصيد الضيقة ونيران الزوارق الإسرائيلية، ما أجبر عدداً كبيراً من أصحاب "مهنة الموت" على اعتزالها، إما لسبب مصادرة مراكبهم ومصدر رزقهم، أو تراكم الخسائر المالية على كاهلهم لشح الصيد داخل الـ 6 أميال.
انتهاكات متعاقبة
بدوره كشف مركز الميزان لحقوق الانسان عن عمليات رصد وتوثيق يتابعها لانتهاكات الاحتلال بحق قطاع الصيد، إذ أكد أن الزوارق "الإسرائيلية"، ارتكبت منذ بداية العام الجاري 2018، وحتى يوم الأحد الماضي (233) انتهاكاً بحق الصيادين في عرض البحر، أطلقت خلالها النار تجاههم (232) مرة، وقتلت خلالها صياداً، وأصابت (15) آخرين، واعتقلت (41) صياداً، فيما صادرت (13) مركبا”.
واستنكر المركز في بيان صحفي وصل "الرسالة"، استمرار الانتهاكات "الإسرائيلية" بحق الصيادين في قطاع غزة، والجرائم التعسفية التي ترتكب بحقهم من قتل واصابات واعتقال ومصادرة مراكب. بصورة يومية.
ومن بعد إصدار البيان السابق أفاد زكريا بكر مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي، "إن زوارق الاحتلال حاولت إغراق مركب الصيادين أحمد مصباح ونافذ صلاح يوم الخميس الماضي، بعد فتحها المياه العادمة تجاههم بقوة وانقطع الاتصال بهما لوقتٍ طويل".
وأضاف بكر "للرسالة" أنه بعد وقت عثرت الطواقم المختصة على الصيادين اللذين أغرق مراكباهما شمال قطاع غزة، وقد نجيا من الغرق بأعجوبة بعد تفريغهم المياه التي غمرت سطح مركبهم على بعد مسافة الـ 3 أميال فقط وهي منطقة غير محظور الصيد بها.
وتتواصل جرائم الاحتلال بحق الصيادين كان اخرها مساء السبت الماضي، إذ اعتقل جنود الاحتلال 6 صيادين بعد محاصرة مركبهم في بحر مدينة دير البلح وسط قطاع غزة لمدة زمنية تخللها عملية إطلاق نار بشكلٍ عشوائي.
وقال نزار عياش نقيب الصيادين في قطاع غزة "للرسالة"، إن الزوارق "الإسرائيلية" حاصرت مركباً يقله عدداً من الصيادين ثم قامت باعتقالهم ومصادرة مركبهم، مبيناً أن الصيادين هم (زكي إبراهيم النجار، أحمد محمود أبو ريالة، محمود جهاد أبو عودة، محمد جهاد أبو عودة، جهاد محمد أبو عودة، ومحمد بهجت أبو عودة).
ضاقت بأصحابها
وكشف عياش أن الاحتلال "الإسرائيلي" يتعمد مفاقمة أزمات الصياد الفلسطيني، إذ يحاربه على جميع الاتجاهات، سواء بملاحقة مراكب الصيد داخل مياه البحر واعتقال الصيادين ومصادرة معداتهم التي يمنعه من دخولها إلى قطاع غزة، أو على صعيد تقليص وحصر مساحة الصيد التي باتت تخلو من الأسماك ما جعل هذه المهنة تضيق بأصحابها.
وأوضح عياش أن زوارق الاحتلال أجبرت ألف صياد فلسطيني على العزوف عن مهنتهم الرئيسية وجعلتهم يعيشون تحت ظل البطالة والفقر المدقع بعد ارتكابها بشكل يومي مجازر بحق جميع الصيادين الذين يحرصون على عدم ترك أي عذر أو سبب لها بالتزامهم المناطق المسموحة للصيد.
وطالب عياش المؤسسات الدولية والدول المانحة بدعم الصياد الفلسطيني، حتى يمكن المحافظة على هذه المهنة التي بدأت تعيش ظروفاً قاتلة، بفعل الممارسات "الإسرائيلية" التي تنتهك جميع القوانين والشرائع الدولية.
من جانبه، يوضح الصياد يوسف العشي (42 عاماً) أنه بات يخشى الصيد في المناطق التي تتواجد بها الأسماك ويسمح دخولها، خوفاً من الاقتراب من زوارق الموت التي تتربص بمركبات الصيادين طوال الوقت وتمارس الجرائم بتلذذ بحقهم.
وبين العشي "للرسالة" أنه سبق وتعرض للإصابة والاعتقال بعد أن استهدفه جندي "إسرائيلي" يعتلي ظهر زورق حربي برصاصة في بطنه، ثم وجد نفسه بعدها بين جنود الاحتلال الذين تعمدوا تعذيبه والحاق أكبر أذى في جسده على الرغم من بقائه في منقطة الصيد المسموح.
وأضاف صاحب البشرة السمراء "في معظم الأيام أضطر للبقاء بالمنزل لشح وجود الأسماك بالمنطقة التي ارتادها، وأبقى أنتظر مواسم الصيد لتحسين ظروفي المعيشة، أما باقي الأيام فأبحث عن العمل بأي مهنة أخرى لأوفر قوت يوم أطفالي".
حال الصياد العشي ينطبق على عشرات الصيادين الذين التقتهم الرسالة بعضهم، أجمعوا على أن زوارق الاحتلال لا تدخر جهداً في قمعهم وإلحاق الضرر بهم حتى باتوا يخشون دخول البحر، بينما تتربع مساحة الـ 6 أميال الضيقة صدر أزماتهم كونها ضيقة الرزق.