كحال بقية مواطني الضفة المحتلة يتعرض الصحافيون هناك لمضايقات من قبل سلطة رام الله والاحتلال الاسرائيلي على حد سواء، من يخالف النهج ويفضح جرائم الاحتلال قد يودي به الأمر إلى السجون بتهمة التحريض على السلطات، أو التشجيع على "الإرهاب".
نهاية يوليو الماضي، اقتحم جنود الاحتلال الاسرائيلي بيت الصحافي علاء الريماوي مدير فضائية القدس في الضفة المحتلة، وعاثوا في البيت حتى قلب رأسا على عقب بعدما صادروا معدات شخصية وأخرى خاصة بالعمل تعدت قيمتها العشرة الاف شيكل.
لم يكن وحده الريماوي الذي اعتقل في تلك الليلة، بل كان معه ثلاثة من الصحافيين وهم محمد علوان، وقتيبة حمدان، وحسني انجاص.
منذ اليوم الأول لاعتقال الصحافي الريماوي خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام، رفضاً لاحتجازه على خلفية عمله الصحفي، وذلك بعدما وضع في سجن عوفر، وأفرج عنه بعد 22 يوما لكن بشروط قاسية كما وصفت زوجته "ميمونة حسام الدين".
تروي زوجة الريماوي تفاصيل اعتقاله، كون المحكمة الاسرائيلية فرضت عليه عدم الحديث إلى وسائل الاعلام وممارسة عمله الصحفي مدة شهرين، عدا عن دفعه كفالة مالية قيمتها عشرة
آلاف شيكل، وكذلك منعه من مغادرة مكان سكنه في رام الله.
عبر الهاتف تقول الزوجة "للرسالة":" أضرب "علاء" عن الطعام منذ اللحظة الأولى كي لا يتعرض للاعتقال الاداري فهو يدرك ألاعيب الاحتلال كونه معتقل سابق ولمدة 11 سنة (..) بعد اضرابه عن الطعام أبلغته إدارة السجن أنه سيتم تقاضيه ولن يتعرض للاعتقال الاداري وذلك بسبب التحركات الصحافية ومؤسسات حقوق الانسان التي استنكرت ما تعرض له وزملاءه خلال التحقيق".
وعن معاملة الاحتلال معه خلال التحقيق تحكي زوجته كما روى لها أنه خلال الأيام العشر الأوائل كان يتعرض لتحقيق طويل من قبل الشرطة الاسرائيلية واتهامه بالعمل الصحفي والتحريض وعمله مبني على الكراهية، وأنه يعمل في مؤسسات اعلامية محرضة وفق معتقداتهم.
كما وأحضر الاحتلال للريماوي خلال عملية التحقيق أكثر من 140 فيديو لبرامج قدمها أو كان ضيفا فيها، ويفتشون في مضمونها ليثبتوا أنه يحرض ضد الاحتلال، عدا عن صورا له تتعلق بنشاطه الميداني وتغطيته لفعاليات هامة تطالب برفع العقوبات عن قطاع غزة.
ورغم الاتهامات التي وجهت للصحافي الريماوي إلا أن ردوده كانت جاهزة " نحن كصحافة فلسطينية نتبع مضامين تحريرية قائمة على البعد الفلسطيني بما يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة".
وتسرد "ميمونة" زوجة الريماوي أن الاخير كان يتعرض للتهديد باقتحام بيته واعتقال زوجته ومصادرة سيارته الشخصية، لكنه كان يدرك جيدا كيف يتعامل مع تهديداتهم.
ويعلم مدير فضائية القدس في الضفة المحتلة أن اعتقاله كان تهديدا لبقية الصحافيين ليتراجعوا عن مقالاتهم وصورهم التي تعكس الواقع الحقيقي لما يرتكبه الاحتلال من انتهاكات ضد الفلسطينيين.
وبعد صمت زوجة الريماوي للحظات بسيطة استذكرت "للرسالة" أن الاحتلال هدد زوجها خلال اضرابه عن الطعام بمداهمة بيتهم واعتقالها، وذلك من أجل الضغط عليه.
وبعد نجاح "الريماوي" في منع الاعتقال الاداري عنه، عرض على القاضي ودفع غرامة مالية، وألزمه القاضي بعدم الظهور على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم التحرك خارج نطاق بيته في رام الله، وعدم ممارسة العمل الصحفي مدة شهرين، كما ولايزال الاحتلال يصادر مقتنيات لعمله بمتوسط 200 ألف شيكل.
وتحكي زوجته "ميمونة" أن زوجها أيضا تعرض للاعتقال لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية بسبب عمله الصحافي، عدا قيام شخصيات رسمية وازنة في السلطة بتهديده بإطلاق النار عليه بسبب تغطيته لأحداث تدعم غزة ولاسيما حراك رفع العقوبات عنها.