قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: الكونفدرالية الثلاثية.. هل تشكل الضلع الثالث في صفقة القرن؟

صورة
صورة

غزة-شيماء مرزوق

قفزة في الهواء حاول ان يفتح من خلالها رئيس السلطة محمود عباس أي أفق في ملف التسوية السياسية المنغلقة منذ سنوات، بعدما وصل هذا الطريق إلى حائط سد، وبدلاً من العودة والبحث عن طريق آخر يقف عباس امام الحائط ويصر على العبور من خلاله مع ادراكه الكامل بانه لن يفتح.

الكونفدرالية مع الأردن مقترح قديم لكن الجديد فيه أن عباس يريده كونفدرالية ثلاثية تضم (إسرائيل) وفلسطين والأردن، وهو مقترح شكل صدمة سياسية ليس للفلسطينيين فحسب، بل للأردن، التي سارعت للرد فورا، بإعلانها رفض "الكونفدرالية الفلسطينية -الأردنية"، وأن المملكة تتمسك بخيار "حل الدولتين".

وشكل الرد الأردني صفعة جديدة لعباس الذي يعيش حالة تخبط لعدة أسباب أهمها انهيار حل الدولتين وعملية التسوية التي عمل عليها منذ عقود، ضربت (إسرائيل) خلالها عرض الحائط بكل القرارات الدولية والاممية، إلى جانب وجود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والتي تعمل بقوة على انهاء حل الدولتين وشطب الثوابت الفلسطينية، وفرض رؤيتها السياسية.

إلى جانب وجود متغيرات سياسية في الساحة الفلسطينية تهدد بالنسبة له هيمنته وفتح التاريخية على القرار الفلسطيني، في ظل وجود فصائل ذات ثقل في الساحة مثل حماس والجهاد.

والمقصود بالكونفدرالية هو رابطة تتشكل من مجموعة دول تتميز بالسيادة الكاملة والاستقلالية والتي تقوم على تنسيق السياسة فيما بينها في مجالات مختلفة عن طريق بعض الهيئات المشتركة ذات الصلاحيات الواسعة، وتقوم الكونفدرالية على مبدأ احترام السيادة الدولية لجميع الاعضاء.

ووفقاً لمفهوم الكونفدرالية غير قابل للتطبيق كون الأراضي الفلسطينية تحت الاحتلال وليست ذات سيادة، كما ان تطبيق هذه المشروع هو ما ترغب به (إسرائيل) كونها تطرح منذ سنوات بان وطن الفلسطينيين هو الأردن، كما ان هذا المقترح يستثني قطاع غزة.

الكاتب والمحلل السياسي حسن عصفور اعتبر أن جوهر الرفض الأردني ليس للعلاقة الفلسطينية الخاصة، بل لتجاوز عباس كل الحدود الممكنة في الحديث السياسي، وكأن شرط العلاقات مع الأردن أن تكون (إسرائيل) جزءا من أي منظومة لعلاقات مستقبلية.

وقال في مقال له "موقف ينال من سيادة الأردن أولا، وفرض سياسي لشكل علاقة لبلد شقيق وكأنها أصبحت بلا "سيادة" ليقرر لها عباس شكل علاقاتها، فما بالك أن يفرض عليها "تشكيلا مع الكيان".

وشدد على أن جوهر تصريح عباس حول "الكونفدرالية الثلاثية"، انحياز مطلق لأولوية العلاقة مع الكيان على حساب العلاقة مع أي بلد عربي، فما بالك الأردن ذات العلاقة الخاصة مع الوضع الفلسطيني، عبرت عنه قرارات متلاحقة للمجالس الوطنية حول العلاقات المستقبلية معها، وهي الدولة الوحيدة التي أشير الى علاقة فلسطين الدولة معها.

ويرى عصفور أن تصريح عباس ليس سوى انعكاسا حقيقيا لخياره السياسي، كجزء من منظومة الارتباط بالكيان كأولوية سياسية ضمن حسابات خاصة جدا، وهو ما يكشف ذلك الإصرار غير المسبوق من عباس وتياره السياسي لعقد المجلس الوطني في رام الله، دون اي حساب لموقف القوى الأساسية في الحركة الفلسطينية.

واعتبر أن تصريح عباس "بالخيار الثلاثي" إعلان نهاية مرحلة سياسية وبداية مشهد سياسي سيفرض ذاته بين "خيار الوطنية الفلسطينية" أولا، ام "خيار العلاقة الخاصة مع الكيان أولا"!

من ناحيتها رأت صحيفة الرأي اليوم في افتتاحيتها ان الرئيس عبّاس فجّر قُنبلته هَذهِ حَول الكونفدراليّة الثلاثيّة لتَحقيق ثلاثة أهداف: الأوّل: إدراكه أنّ هَذهِ الكونفدراليّة مطروحة على النِّقاش في إطار صفقة القرن. الثاني: أن يكون عبّاس يُمَهِّد فِعلاً لكونفدراليّة أُردنيّة فِلسطينيّة دون التَّمسُّك بشَرط قِيام الدولة الفِلسطينيّة أوّلاً. الثالث: التَّسليم بفَصلِ الضفة عن القِطاع، والتركيز على الضفة.

وبينت أن تسريبات عبّاس ليسَت صُدفَة، والرَّجُل لا يَنطِق عن هَوى، خاصة انه بارِع في إطلاقِ "بالونات الاختبار"، وهذا الكَشف المُفاجِئ حول الكونفدرالية الثلاثية؛ لا يَنْفِي الشكوك عن احتماليّة وجود "طَبخَةٍ ما"، أرادَ عبّاس تَسريبَها، وهي أحَد أضلاع صَفقة القرن التي تُطَبِّق حاليًّا على مَراحِل.

البث المباشر