يهدد توقف الدعم الأمريكي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بشلل معظم الخدمات التي تقدمها المنظمة في مختلف قطاعات التعليم والصحة والإغاثة؛ الأمر الذي سيٌلقي بظلاله على الخدمات المقدمة للاجئين.
واتخذت الإدارة الأمريكية مؤخرا قرارا بوقف كامل الدعم المقدم للوكالة والذي يصل نحو 350 مليون دولار سنويا أي أكثر من ربع الميزانية السنوية للمنظمة البالغة 1.2 مليار دولار.
ويفوق الدعم الامريكي للمنظمة إسهام أي دولة أخرى، حيث قالت مجلة "فورين بوليسي" بأن ترامب قرر وقف التمويل المخصص لوكالة الغوث بشكل كامل، وذلك بعد مرور أشهر على خفض الدعم المادي لها.
يأتي ذلك، في الوقت الذي شككت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، في إحصاء الأمم المتحدة لعدد اللاجئين الفلسطينيين واستبعدت حق العودة، وذلك في أحدث خطوة من جانب إدارة الرئيس ترامب، في الاعتراض على كيفية تسليم مساعدات الإغاثة للفلسطينيين.
مستقبل مهدد
وتؤكد آمال البطش، نائب رئيس اتحاد الموظفين العرب في الاونروا، أن توقف الدعم الأمريكي وعدم وجود أي بديل لسد العجز الذي سيترتب عليه يهدد بضرب كافة الخدمات التي تقدمها "الأونروا" سواء صحية أو تعليمية أو اغاثية بما فيها المدارس والمسيرة التعليمية.
وتوضح البطش في حديثها لـ"الرسالة" أن التمويل الموجود لدى الوكالة ينتهي بنهاية شهر سبتمبر الجاري؛ الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا في حال عدم وجود مصادر تمويل بديلة عن الولايات المتحدة التي أوقفت دعمها للمنظمة.
وتُضيف " نأمل من خلال مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي يعقد على هامش الجمعية العامة في 24 من الشهر الجاري أن تعوض الدول المانحة العجز الذي تعاني منه الوكالة بوقف الدعم الأمريكي لها".
وتُشير البطش إلى وجود مؤشرات إيجابية بعد وعود ألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بزيادة مساهمتها في دعم الوكالة، مبينة أن تحقيق الوعود هي الفيصل في مدى صدق تلك الدول باتجاهات نحو "أونروا".
ودعت دول العالم إلى الاستمرار في تقديم الدعم والتمويل للوكالة وعدم الانصياع للقرارات الامريكية لأهمية وجود الأونروا في الحفاظ على الاستقرار بالمنطقة وكونها مؤسسة إنسانية تشرف على قطاعات التعليم والإغاثة والصحة للاجئين الفلسطينيين.
ليس جديدا
ويرى الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا عدنان أبو حسنة، أن القرار الأمريكي لم يكن جديدا ولكن عمليا طبق هذا العام لان الإدارة الامريكية كانت من المفترض أن تقدم 360 مليون دولار لكنها قدمت 60 مليون فقط، مشيرا إلى أن القرار يمس بشكل كبير عام 2019 القادم الذي سيكون فيه التمويل الأمريكي بنسبة صفر.
ويؤكد أبو حسنة أن توقف التمويل سيؤثر على عمليات الاونروا خاصة وأنها تمر بعجز مالي يقدر ب 218 مليون دولار، مردفا "فتحنا المدارس قبل ثلاثة أيام لكن بصراحة ما نملكه هو تمويل يكفي حتى نهاية شهر سبتمبر الحالي فقط".
ويلفت إلى أن هناك جهودا جبارة تبذل على كل المستويات ويعقد مؤتمر في نيويورك في الثالث والعشرين من الشهر الحالي سيحضره اغلب الدول وسيتم عرض صورة الوضع المالي للأونروا بعد القرارات الامريكية غير المنطقية واللا مفهومة.
ويأمل أن تسد بعض التبرعات شيئا من العجز لضمان الاستمرار في العام الدراسي وتقديم الخدمات الصحية والاغاثية لحوالي 5.10 مليون لاجئ فلسطيني.