قائمة الموقع

مكتوب: الشَّنار والفَخَار

2018-09-17T05:04:47+03:00
رامي خريس
رامي خريس

عند الحديث عن اتفاق أوسلو وما جلب من عار أصاب جزءا كبيرا من الفلسطينيين، خاصة أولئك الذين تحمسوا له وروجوه وعملوا بموجب استحقاقاته من تنسيق أمني يصب في مصلحة الاحتلال، وما جلبه من تشجيع للتطبيع الذي لم يعد يخجل منه كثير من العرب.

أوسلو شجع آخرين بعده لبناء "كازينو أريحا" للقمار، وما تبعه من اتفاق باريس الاقتصادي الذي قيد حركة الفلسطينيين الاقتصادية وجاء بشكل كامل لمصلحة الإسرائيليين.

ومهد الاتفاق والالتزام به الطريق أمام الجنرال الأمريكي كيث دايتون ليعمل على خلق الفلسطيني الجديد.

وبالرغم من التنسيق الأمني المتواصل وملاحقة المقاومين ومحاولات "غسل الدماغ" إلا أن ذلك كله لم يفلح في قتل المقاومة في صدور أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة التي يحكم الاحتلال السيطرة عليها والسلطة تقوم بمهامها الأمنية لمنع المقاومة هناك من أخذ دورها.

وتأتي العملية البطولية التي قام بها خليل الجبارين (17 عاماً) في ذكرى 25 عاماً على أوسلو لتؤكد أن هذا الاتفاق الذي أسقط بعضاً من النخب السياسية في حبائله فإن غالبية الفلسطينيين لا تزال متمسكة بحقوقها وبخياراتها أيضاً لاسيما ان عملية جبارين ليست الأولى وسبقتها عمليات كثيرة فردية ضد جيش الاحتلال ومستوطنيه.

ولا تزال تشهد مدن الضفة استمراراً في العمليات الفردية، التي تمثّل أيضاً تحدياً كبيراً للأمن الإسرائيلي، على اعتبار أنه يكاد يكون من جمع معلومات مسبقة حول نوايا منفذي هذه العمليات، الذين يمكن أن يقرروا تنفيذها بشكل مفاجئ.

الضفة تعيش مشهدين متناقضين أحدهما لفريق أوسلو الذي يحاول كي الوعي الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية بخلق فلسطيني يعمل وكيلاً للاحتلال، ومشهد آخر نراه يومياً في الخان الأحمر، من مقاومة مستمرة لإجراءات الاحتلال، الضفة تعيش اليوم بين الشَّنار والفَخَار.

اخبار ذات صلة