قائمة الموقع

مكتوب: الصمت لن يطول والطوفان قادم

2018-09-20T05:35:20+03:00
الكاتب
مصطفى الصواف

ستة شهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال ساعات بسبب الاجرام الصهيوني المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، وهي سياسة متبعة من قبل الاحتلال بحق الفلسطينيين دون تفريق بين ضفة وغزة وبين ابن هذا التنظيم أو ذاك؛ لأن الاحتلال يعتقد جازما أن الفلسطيني خطر يجب التخلص منه ولا يؤمن الاحتلال إلا بالفلسطيني الميت، أو الذي يقدم له خدمات جليلة وحال الانتهاء مما يقدم لا يجد حرجا في قتله.

حالة التصعيد التي يقوم بها الاحتلال بحق الفلسطينيين ليست جديدة بل هي سياسة ممارسة عن سابق اصرار وترصد، والمثال الأخير ما حدث من إعدام الشهيد محمد الريماوي عندما اقتحمت قوات الاحتلال منزله عند السادسة بهدف اعتقاله ونتيجة الضرب المبرح وعلى أماكن حساسة لم يخرج محمد من بيته الا وقد سلم روحه لله وحمل على اكتاف قوات الاحتلال وتم اعتقاله ميتا، ثم يبدأ الاحتلال بتبرير القتل أو الوفاة بأن محمد كان مريضا ويعاني من أمراض أدت إلى وفاته رغم نفي أهل الشهيد أن يكون مريضا وتأكيدهم أنه كان يتمتع بحالة صحية جيدة وأن سبب وفاته بفعل همجية الاحتلال وضربه بشكل مبرح وفي أماكن قاتلة للتخلص منه.

الاعدام الميداني سياسة لدى الاحتلال سواء كان الفلسطيني معتقلا من سرير نومه أو متهما بتنفيذ عمل جهادي سواء أصاب هدفه او لو يصب، أو لمجرد اعتقاد جندي الاحتلال أنه يشكل خطرا ظنيا عليه.

الاحتلال يصعد ضد قطاع غزة المنتفض عبر مسيرات العودة ومحاولة استخدام كل أدوات القتل سواء عبر القناصة أو القصف المدفعي أو الجوي رغم أن مسيرات قطاع غزة سلمية ولا تستخدم فيها الأسلحة. رغم ذلك يواجه الاحتلال المسيرات بالقتل حيث بلغ عدد الشهداء ما يزيد عن مائة وسبعين شهيدا بينهم أطفال ونساء دون تفريق على قاعدة أن الفلسطيني خطر يجب التخلص منه.

هذا الإجرام الصهيوني الممارس بشكل يومي سيدفع إلى مواجهة حتمية ما لم يتوقف الاحتلال عن إجرامه ورغم محاولات أطراف دولية وإقليمية تدارك الموقف والعمل على وقف التصعيد الصهيوني ضد غزة إلا أن الاحتلال يبدو أنه لا يعير اهتماما للجهود ويواصل جرائمه خاصة في الضفة الغربية التي لم تصمت كثيرا رغم الوضع الأمني القائم والتعاون الأمني بين السلطة والاحتلال والذي يشكل طعنة نجلاء تدمي الشعب الفلسطيني وتشل حركته؛ ولكن هذه الحالة لن تطول وقد يكون انفجار الضفة سابقا لانفجار غزة أو يتزامن معها وعندها لن تجد السلطة والاحتلال من يحميهما؛ لأن ثورة الشعوب لا يمكن أن تقف في وجهها قوة مهما كانت غاشمة أو متعاونة مع عدوها.

غزة والضفة لا انفكاك بينهما ولا يمكن فصلهما والانفجار وشيك ما لم يتدارك الاحتلال والسلطة الموقف وعندها سيعض الجميع أصابع الندم على ما يرتكبونه من جرم بحق الشعب الفلسطيني الآخذ صبره بالنفاد وعلى الجميع الحذر من القادم، لن يطول صبر الضفة وستنفجر غزة وعندها لن تبقى سلطة وسيتضعضع الاحتلال ويعاني الويلات وسيزيد من معاناته انتفاض فلسطينيي 48، هذا ليس حلما ولكنه نتيجة متوقعة، فلم يعد هناك مجال للانتظار والأمور تسير نحو الهاوية ليس للفلسطينيين بل للاحتلال؛ لأن الفلسطيني لم يعد لديه ما يخسره بل على العكس قد يحقق مكاسب غابت عنه لغياب المقاومة بكل أشكالها، فإذ فعّل الفلسطيني أدواته التي عطلت لأسباب كثيرة على أمل؛ ولكن يبدو أن نوافذ الأمل اغلقت فلابد العودة إلى المقاومة من جديد كسبيل وحيد لتحقيق الحقوق.

 

اخبار ذات صلة