كشف الكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" العبرية أن جيش الاحتلال يجد صعوبة في التعامل مع وحدات الإرباك الليلي التي تشاغل الاحتلال على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وقال المحلل في الصحيفة "عاموس هارئيل" أن الاحتلال يخشى من قيام المتظاهرين بالتسلل بأعداد كبيرة إلى الأراضي المحتلة خلال هذه التظاهرات.
وأضاف المحلل أن الشبان الغزيين نجحوا باستغلال نقطة ضعف جديدة لقوات الاحتلال على حدود قطاع غزة، وتنخفض فعالية وسائل تفريق التظاهرات ليلاً، حيث مدى الرؤية ضعيف خلال ساعات الليل، ويجد قناصة جيش الاحتلال صعوبة كبيرة في رصد الشبان وإصابتهم بدقة عن بعد.
وجاء في مقال هرئيل الذي ترجمته "الرسالة":
في حين أن المستويات السياسية والأمنية في "إسرائيل" كانت مشغولة في الأيام الأخيرة بعواقب سقوط الطائرة الروسية على الجبهة الشمالية , بدأت تسخن الساحة الفلسطينية من جديد , في الحوادث التي وقعت الأسبوع الماضي في قطاع غزة قُتل 9 فلسطينيين ومدني إسرائيلي واحد في الضفة الغربية والقدس والذي طعن حتى الموت في هجوم غوش عتصيون كما ذكرت شركة الأخبار "القناة 12" , وقد ذكر رئيس الأركان جادي إيزنكوت في اجتماع وزاري حديث أن العقوبات القاسية التي فرضتها حكومة ترامب على الفلسطينيين تدفع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الزاوية وقال إن خطر حدوث توتر في الأراضي يتزايد.
وصف المشاركون في الاجتماع كلمات إيزنكوت بأنها الأكثر تشاؤماً التي سمعوها منه منذ توليه منصبه في فبراير 2015 , تفاصيل الأحداث معروفة: إن جهود الأمم المتحدة ومصر وقطر لتهدئة الخلافات بين "إسرائيل" وحماس في قطاع غزة كلها تعتمد على موافقة السلطة الفلسطينية من أجل تدفق الأموال إلى غزة , حيث يرفض عباس ذلك لأنه لا يؤمن بالمصالحة مع حماس ولأن المنظمة غير راغبة في إخضاع قواتها الأمنية إلى السلطة الفلسطينية , من ناحية أخرى يتلقى عباس المزيد من الضربات من الولايات المتحدة (وآخرها إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن) رغم إصراره على الحفاظ على التنسيق الأمني مع "إسرائيل".
الجيش الإسرائيلي ومعه الشاباك يوصون الحكومة بتعزيز الدعم الاقتصادي بسرعة تجاه السلطة الفلسطينية وفي نفس الوقت بذل كل الجهود لإقناع عباس للانضمام إلى حل في غزة، تعتقد منظمات الاستخبارات أنه من أجل إنقاذ المفاوضات مع السلطة الفلسطينية لا بد من وقف جمودها، حماس تتعمد من جديد إثارة الوضع على الحدود في قطاع غزة، فقد تم تعزيز يوم الجمعة بالمظاهرات والمواجهات التي تحدث كل يوم في المتوسط وهناك زيادة متجددة في إطلاق الطائرات الورقية والبالونات وفي الوقت نفسه ظهرت قوة جديدة من "وحدات الإرباك الليلي" وظيفتها مضايقة قوات الجيش الإسرائيلي عن طريق التسلل وتدمير الممتلكات على طول السياج ليلا.
يبدو أن سكان غزة قد حددوا نقطة ضعف جديدة للجيش الإسرائيلي الذي يواجه صعوبة في التعامل مع المظاهرات الجماهيرية في الليل من خلال تشغيل وسائل لتفريق المتظاهرين التي أصبحت أقل فعالية وأقل ظروف رؤية جيدة واحتمال ضرب الرجل الخطأ باستخدام نيران القناصة أكبر , المزيد من الحرائق قد يجدد الضغط السياسي على نتنياهو لتشديد الاستجابة لحماس ويؤدي إلى جولة أخرى من تبادل إطلاق النار , الجولة الأخيرة التي شملت ضربات جوية إسرائيلية وإطلاق عشرات الصواريخ من غزة وقعت في 8 أغسطس وهناك سيناريو آخر يزعج الجيش ويتعلق بعمليات توغل جماعي ليلاً تحت رعاية المظاهرات والتي قد تنتهي بالدخول إلى مستوطنة إسرائيلية , "إسرائيل" تعمل في قطاع غزة في وقت الضائع بدون إحداث تقدم في الاتصالات الدولية ومن المتوقع حدوث تصعيد جديد في المستقبل غير البعيد.