تواصل حركة فتح مساعيها لعقد اجتماع المجلس المركزي نهاية الشهر الجاري في مدينة رام الله، وسط مقاطعة الفصائل الفلسطينية التي أكدّت على عدم مشروعية انعقاده في ضوء حالة الانقسام السياسي.
رئيس فتح محمود عباس واصل تهديده باتخاذ اجراءات حاسمة من خلال المركزي، ضمن خطوات حذر مراقبون من خطورتها على قطع شعرة معاوية بين هذه الحركة والمشروع الوطني بمجمله، والفصل الحقيقي بين الضفة وغزة.
عضو "المجلس المركزي" عمر الغول تحدث عن موعد انعقاد المجلس المركزي في رام الله نهاية الشهر المقبل، مشيرا إلى أن الدعوات ستوزع خلال الاسبوعين المقبلين.
وقال الغول في تصريح خاص بـ"الرسالة" إنّ كل القضايا مطروحة على الطاولة وكل السيناريوهات متوقعة بما فيها طرح حل المجلس التشريعي، "في ضوء التأكيد على ضرورة الانتقال من السلطة الى الدولة".
واعتبر الغول أن "المركزي" هو مرجعية السلطة ومن أنشأها؛ "لكن لهذه اللحظة لم يتم توزيع جدول الاعمال".
ورأى أن خطوة "حل التشريعي" تأتي في سياق "المصلحة الوطنية العامة" وليس في إطار مناكفة حماس، كما قال.
وكان صلاح ابو ركبة مسؤول الجبهة العربية الفلسطينية في غزة، ذكر لـ"الرسالة" أن هناك توجه سابق بأن يتم حل التشريعي في اجتماعات المركزي، وهي خطوة كارثية لأن هذا اضعاف لمؤسسات السلطة.
وكشفت مصادر بالمركز في وقت سابق، عن طرح رئيس السلطة محمود عباس في اجتماعات مغلقة خلال انعقاد المجلس؛ فكرة الغاء التشريعي والانتقال لما اسماه البرلمان، لكن بعد عودته من الأمم المتحدة.
وأكدّ النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة أنّ قرار الانتقال من السلطة إلى الدولة يحتاج لعدد من الخطوات أهمها وقف التنسيق الامني مع الاحتلال وسحب الاعتراف منه واعلان وفاة اتفاق "أوسلو" وما تبعه من اتفاقات.
وقال خريشة لـ"الرسالة" إنّ قرار حل المجلس التشريعي واحالة صلاحيته للمركزي، "قمة في الغباء"؛ لأن ذلك يعني استبدال جسم غير منتخب بآخر منتخب، مضيفا: "عندما يخاطب المجتمع الدولي عباس يتحدثون معه باعتباره رئيسا منتخبًا، ويتعاملون مع المجلس بذات الصفة".
وأشار إلى أنه لا يمكن لأحد التعامل مع أي شخص كرئيس دون شرعية صناديق الاقتراع.
وبيّن أن قيادة المركزي تدعو رئاسة التشريعي في كل اجتماع، "وليس من الغباء أن يفرضوا بجسم منتخب"، "فالتشريعي التعبير الحقيقي عن ارادة الشعب في الداخل"، كما قال.
وأوضح أن حل السلطة لم يعد قرار عباس أو المركزي او المنظمة، "فهي نتاج اتفاقات برعاية واشنطن وعممت على العالم"، لافتا إلى أن عباس لا يزال يراهن على عقد تسوية مع الاحتلال.