قائمة الموقع

مكتوب: نقاط حول دخول الوقود القطري

2018-10-11T06:09:43+03:00
ابراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

لنعرف الحكاية ونقرأها بشكل دقيق، هناك استعداد قطر للتخفيف عن قطاع غزة منذ وقت طويل. إلا أن الإرادة القطرية اصطدمت مرارا وتكرارا بتعنت السلطة، ومنذ شهرين تحاول الدوحة إقناع المقاطعة للتجاوب والعمل على إدخال الوقود عبر بوابة الرئيس أبو مازن إلا أنه رفض رفضا قاطعا، وأصر ألا تمتد أي يد لمساعدة غزة، لإبقاء المعاناة ورقة ابتزاز وضغط على خصمه السياسي، ولهذا قطر بريئة مما تشيعه الدعاية السوداء انها تعزز الانقسام بل ما قامت به موقف قومي أخلاقي ينم عن قوة واتزان وحرص.

لا شك أن قطر لا تقوم بأي خطوة إلا عبر التنسيق مع واشنطن، وهذا لا يعيبها ونتفهم سير قطر في المساحات الآمنة في ظل التعقيدات، ومن حقها التحرك وفق مصالحها وأهدافها مع استثمار مساعداتها سياسيا وهذا مشروع، فقطر ليست جمعية خيرية، وإنما دولة لها حساباتها ومصالحها ورؤيتها كباقي الدول. ومع ذلك تشكر على خطواتها وحرصها واختلاقها المساحات لدعم شعبنا والتخفيف من أزمات غزة، ونتمنى أن تسارع بخطواتها اللاحقة.

لا يوجد تعارض بين الدور المصري الهام والقطري في القضية الفلسطينية، والمقاومة تتعامل بسياسة تقاربيه، وتعتمد كثيرا على الحراك المصري وتتكئ عليه مركزيا، وتنسق حماس بكل خطوة مع القاهرة، بما فيها ما يحدث مع الوسيط الأممي أو عبر قطر، لهذا لا يوجد غضب او انزعاج مصري من الجهود القطرية الأخيرة، والتي نتج عنها مد غزة بالوقود، بالإضافة لمحاولات دعم موظفي الحكومة برواتب منتظمة لأشهر قادمة، لهذا لا أساس من الصحة لما يشاع عن انسحاب القاهرة من إدارة ورعاية ملف المصالحة الفلسطينية؛ لأنها تديره بوطنية ومسؤولية، وبالتالي، وجودها ضروري ولا غنى عنه، وهي تحاول دائماً تقريب وجهات النظر بطريقة رزينة وحكيمة.

مع العلم دور القاهرة مركزي في الساحة الفلسطينية وخصوصا ملفات غزة، وهناك تنسيق ورعاية مصرية واسعة مع فصائل المقاومة، ومن الصعب بل المستحيل إيجاد دولة تملأ الدور الذي تشغله القاهرة في ملف المصالحة الفلسطينية، فمصر دولة محورية ومركزية، ولديها تاريخ طويل داعم للقضية الفلسطينية، وتتمتع بقبول كبير لدى الأطراف والفصائل المختلفة خصوصا حركة حماس.

وضح وقود قطر قدرة مسيرات العودة على تشكيل ضغط وقلق لأطراف الحصار، وإمكانية الوصول لإنجازات ملموسة، ربما تأخذ وقت ولكنها تأتي، وفي حال استمرت هذه المسيرات وزاد زخمها فلا شك أن خطوة وقود قطر سيتبعه خطوات أخرى تخص الموظفين والصحة والمعبر المائي وإشكاليات البطالة حتى نصل لكسر كامل وشامل للحصار.

اخبار ذات صلة