بعد مرور أكثر من أسبوع على اختفاء الصحفي جمال خاشقجي عقب دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، يبدو العالم العربي الرسمي والشعبي غير معني بقصة ما زالت تداعياتها تمسك بدوائر السياسة العالمية.
ولم يأت تصريح من أي رئيس عربي ولا حتى وزير بشأن قضية تتصل بحرية الإنسان العربي وحقوقه. كما صمتت الاتحادات الصحفية الوطنية -فضلا عن الاتحاد العام للصحفيين العرب- عن مجرد التعليق على جريمة الاختفاء.
يأتي ذلك في وقت ينشغل فيه العالم بالبحث عن إجابات تفسّر الاختفاء الغامض لخاشقجي منذ الثلاثاء الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الحالي: هل عذب أم قتل أم نقل لمكان مجهول خارج تركيا؟ وسط حالة من الغضب على هوان الإنسان على دولته.
ووسط صمت عربي مطبق، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه مهتم بالأمر قلق بشأنه، ورغم مزاعم بلاده عن قيادة العالم الحر وسدانتها للحرية وحقوق الإنسان لكنه رسخ صورته الأسبوعين الأخيرين حاميا للسعودية لا يعنيه ما فعلت إن هي دفعت.
وقال أعضاء في الكونغرس ديمقراطيون وجمهوريون إن جريمة إخفاء خاشقجي حيا أو ميتا وحدها ستكون كافية لمراجعة العلاقة مع المملكة السعودية بعد أن تحولت العلاقة معها إلى عبء ثقيل.
ومن جهتها أعربت بريطانيا عن قلقها، محذّرة من تبعات ما ستجره هذه الجريمة من تجريح لمبادئها.
وفي ظل الاهتمام الغربي وتداعيات ما حدث، صمت العرب كأن الأمر وقع في بلد قصي بأميركا اللاتينية، وكأن اختفاء كاتب صحفي داخل قنصلية بلده شيء عابر كأخبار الطقس.
ولم يصدر الاتحاد العام للصحفيين العرب أي خبر، كما لم تتطرق للقضية لجنة الحريات باجتماع للبرلمان العربي بجامعة الدول العربية، ولم يصدر أي بيان بشأن موضوع ذي صلة بحريات وحقوق الإنسان العربي.
وتختصر قصة خاشقجي -التي صمتت عنها الصحافة الخليجية والعربية- أمرا واحدا هو أن الأحرار وحدهم من يملكون حق الكلام الذي لا يكلف أحدا شيئا في بلاد الله الحرة، أما في غيرها فيكلفك نفسك دون أن تصدر من الرعية صرخة احتجاج أو مجرد إيماءة تعاطف.
المصدر : الجزيرة