وتوظيف مؤسسات المنظمة لجيبه

مكتوب: مجدلاني.. "عديل الرئيس" المتورط في اغتيال النايف

مجدلاني
مجدلاني

الرسالة – غزة

يقترن اسمه برئيس السلطة محمود عباس وأحد أهم جوقته التي تنبري للدفاع عن مواقفه والتصدي لخصومه ومعارضيه، ويوصف من مقربيه بأنه السفير الشخصي وممثل الرئيس في قضايا "م.ت.ف" وسفيره للقضايا الحساسّة، ومفوضه الخاص لقضايا الجاليات، كما تجمعه علاقة أسرية به فهو "عديله" أي زوج شقيقة زوجته!

"رجل الطائرة" يلقب بعض مسؤولي السلطة أحمد مجدلاني، في إشارة الى تنقلاته الكثيرة لبلاد عربية وغربية، بطلب من الرئيس، أو "رجل الصدفة" كما يحب رفاقه السابقون تسميته، يوم سخت عليه الاقدار بشكل لم يتوقعه؛ ليصبح أمينًا عامًا لجبهة النضال الشعبي.

يصف المجدلاني رحلته "اليسارية" رفيقه القديم خالد عبد المجيد أمين سر قوى المقاومة بدمشق وأمين عام جبهة النضال الوطني، ومن يصر على رفضه اعتبار او تسمية الرجل بأنه عضو في الجبهة، فهو لا يزال يقود فريق تلاحق بعض عناصره شبهات اخلاقية وآخرون يعملون لأجل الراتب، وهم يفشون في كل مرة أنهم يكرهونه.

المجدلاني الطالب الذي جرى ايفاده للدراسة في الغرب، ثم قدم ليلتحق بفريق سمير غوشة، الذي خلفه مجدلاني برئاسة الجبهة بعد وفاته، واستمر معه بعد حدوث الانشقاق الذي جرى بين خالد عبد المجيد وغوشة فور التحاق الاخير بياسر عرفات وموافقته على أوسلو.

** اغتيال النايف

ارتبط اسم مجدلاني مؤخرا بثلاثة ملفات فساد، أحدهما ملف اغتيال المناضل عمر النايف، حيث أقرّ واعترف هشام رشدان الذي قام بتصوير مكان الحدث فور وقوع الجريمة، وحاول تسويق رواية الانتحار في اللحظات الأولى من حدوثها، أنه كان يصور بطلب من أحمد مجدلاني.

وجاءه الطلب بعد ساعات قليلة من ورود الحدث، حيث لم تكن عائلته قد وصلت الى المكان.

مجدلاني، الذي يزور بلغاريا باستمرار، على علاقة مع شخصين يثار حولهما شبهات تورط بحادثة الاغتيال ويعملان في شركات تأمين، "وهي عبارة عن عصابات جرى تقنينها من طرف الدولة البلغارية".

واوضح المصدر أن رشدان دخل الى حرم السفارة في بداية الحدث وطلب من السفير أحمد المدبوح التصوير، ورفض في البداية ثم اتصل رشدان بمجدلاني وطلب الاخير من المدبوح السماح لرشدان بالتصوير، وهو ما حصل فعلا!.

شركات التأمين كما تصفها الشخصيات الفلسطينية في بلغاريا، بأنها مافيات جرى تقنينها من طرف الدولة لوضعها تحت انظارها!

ويعتبر مجلاني أن بلغاريا من الدول المحسوبة له ويزورها باستمرار!

** فساد إداري

ولم يقتصر فساد مجدلاني على التورط الامني فحسب، بل وصل الى حد الفساد المالي والاخلاقي، حيث يؤكد المختص والباحث الاقتصادي أسامة نوفل أن حجم الفساد في التعيينات والموازنة وغياب الشفافية في المركز التابع لمجدلاني، والذي جيرّه بالكامل لصالح حزب النضال الشعبي، حيث عيّن ما يقارب من 25 شخصًا من الجبهة داخل المركز التابع للمنظمة ويتقاضون رواتبهم من السلطة الفلسطينية.

وذكر نوفل لـ"الرسالة" أن مجدلاني عيّن مجموعة بديلة في الضفة على حصة مركز التخطيط في غزة، كما وعيّن شخصية لرئاسة المركز من الجبهة بدلا من ترقية الموظفين الكبار المتواجدين فيه.

وأوضح أن الاخطر من هذا بأن المركز يدار في الضفة وكأنه مقر لجبهة النضال، وهناك خلط في ميزانية الجبهة، كما أن جميع النفقات التشغيلية تصرف للمركز في الضفة وليس غزة مع أن تأسيس المركز كان في القطاع.

 وبيّن نوفل أن المركز في غزة مهمش بالكامل ولا ينفق له سوى ايجار فقط.

وكانت نقابة العاملين في الوظيفة العمومية الفلسطينية طالبت باقالة المجدلاني بعدما تلفظه بكلمة "بذيئة" في مقابلة اذاعية ضد الموظفين أثناء موجة احتجاجات أثيرت آنذاك في عهد سلام فياض، ما دفع بمجدلاني لتقديم استقالته ورفضها عباس.

** سفير عباس وممثل هرتسيليا

ملفات أخرى انيط بمجدلاني حلها كان من بينها تمثيل عباس في سوريا، ذلك التمثيل الذي أفضى لموافقته على ابادة مخيم اليرموك اكثر من مرة، ودفع المخيم في أتون صراعات بين المسلحين والجيش، وسمح لقوات التحرير بالمشاركة العملية ضد المخيم.

وبعد موافقته على العمليات العسكرية، تجنب مجدلاني الخوض في تفاصيل الاغاثة الانسانية، وحرض الدولة على الفصائل الفلسطينية وتحديدا حركتي حماس والجهاد، الا انها محاولة باءت بالفشل ولم تصمد كثيرا.

وأوكل اليه عباس مهمة ترتيب العلاقة مع طهران، تلك المهمة ايضا التي فشلت وفق حسين شيخ الاسلام مستشار الخارجية الايرانية، الذي كشف لـ"الرسالة" آنذاك عن رفض طهران طلب تقدم به عباس لزيارتها.

وكان اتحاد نقابة أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية، قد أصدر قرارا بمنع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني من دخول أي من الجامعات الفلسطينية، ردا على مساواته بين مشاركته في مؤتمر بجامعة بيرزيت بآخر في جامعة "هرتسيليا" الإسرائيلية.

كما أعلن اتحاد نقابات الجامعات الفلسطينية، عن اتخاذه لقرار مقاطعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني وعدم السماح له بالدخول في حرم أي من الجامعات الفلسطينية، بعد مساواة مشاركته بمؤتمر "هرتسيليا" التطبيعي بمؤتمرات جامعة بير زيت الوطنية.

وكان مجدلاني قد برر مشاركته في مؤتمر "هرتيسيليا" الإسرائيلي – لتحصين مناعة (إسرائيل) القومية"-، وساوى مشاركته في مؤتمر هرتسيليا كمشاركته في مؤتمر بجامعة بيرزيت.

وقال فيها: "لم أكن أول فلسطيني يشارك في المؤتمر، وهو مؤتمر سنوي وهرتسليا هي جامعة وليست مقرًا أمنيًا، وهرتسيليا هي كجامعة بيرزيت مثلًا والتي تنظم كل عام مؤتمرًا تحت عناوين مختلفة، نحن تحت الاحتلال والمشاركة ليست تطبيع، هذا جزء من النضال".

وقال سامح ابو عواد رئيس نقابة العاملين في جامعة بيرزيت، إن "مجدلاني يساوي بين الضحية والجلاد كما يفعل الاحتلال ومناصروه، وينطلق من نفس منطلقاتهم".

وأكدّ أبو عواد في تصريح خاص بـ"الرسالة " ضرورة عزل "هذه العناصر الفاسدة وعدم السماح لها بتمثيل الشعب الفلسطيني عن أي مستوى"، مشيرا إلى أن قرار الاتحاد ملزم لأساتذة الجامعات والعاملين في الجامعات الفلسطينية، "ولا شك أن الطلبة سباقون في عزل هذه القيادات الفاسدة".

وذكر أن نقابة العاملين في بيرزيت وفور سماعها تصريحات مجدلاني، "سارعت للتأكد من بقائه موظفًا في الجامعة من عدمه، ولو كان كذلك لطالبت بفصله وعزله اكاديميًا، لكنه تبيّن أنه أنهى خدماته في الجامعة".

وشدد على أن "كل انسان حر لا يقبل بوجود المطبعين معه".

 

البث المباشر