قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: قبيل الجمعة الـ 30.. غزة و(إسرائيل) تتبادلان الرسائل بالنار

خلال قصف منزل في بئر السبع
خلال قصف منزل في بئر السبع

غزة-محمود فودة

لم تمر ساعات قليلة على تهديد المجلس الوزاري (الإسرائيلي) المصغر "الكابينت" لحركة حماس بإعطائها مهلة حتى يوم الجمعة لإيقاف الأحداث المتسارعة على الحدود، حتى تهاوت حجارة إحدى منازل مدينة بئر السبع التي تبعد 45 كم عن قطاع غزة نتيجة صاروخ ذات قدرات جديدة، في إشارة إلى رسائل متبادلة من الطرفين قبيل الجمعة الثلاثين من مسيرات العودة.

وأتى تبادل الرسائل في وقت حساس للغاية على صعيد غزة، تمثل في عودة الجهد المصري المبذول في سبيل تحقيق تهدئة بين الطرفين، إلى أن بلغ هذا الجهد ذروته بزيارة طارئة يقوم بها وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، تمثل غزة إحدى محطاتها.

كما يأتي هذا التبادل في اللحظة التي أوقف فيها وزير الحرب (الإسرائيلي) أفيغدور ليبرمان تنفيذ الخطة القطرية الأممية للتخفيف من المعاناة الإنسانية بغزة عبر إدخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء وملفات أخرى.

وجاء القصف الصاروخي الذي تعرضت له مدينة بئر السبع ومنطقة شاطئ "غوش دان" أي وسط (إسرائيل) للمرة الأولى منذ انتهاء العدوان (الإسرائيلي) على غزة صيف عام 2014، في خضم التهديدات المتتالية التي جاءت على لسان ليبرمان، التي شملت التلويح بمواجهة عسكرية شاملة مع قطاع غزة في حال استمرت فعاليات مسيرات العودة على الحدود، ليدفع الحدث الطارئ صانع القرار (الإسرائيلي) إلى مراجعة مسار الأحداث، وكذلك التهديدات العدوانية.

ورغم أن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة أخلت مسؤوليتها عن حادثة الصواريخ، إلا أن الاحتلال كما المراقبين للشأن في غزة يرون أن ما جرى يأتي في سياق تبادل الرسائل بين الطرفين، وأنه لا يمكن لأي جهة إطلاق صواريخ بهذا المدى والنوعية الجديدة من حيث المواد المستخدمة في صناعتها –وفقا لرواية الاحتلال-سوى فصائل المقاومة الرئيسية في القطاع.

وفي حالة من التخبط، اتخذ ليبرمان قرارا فوريا يقضي بإغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري ومعبر بيت حانون "إيرز" وتقليص مساحة الصيد إلى ثلاثة أميال، فيما أعلن عن إلغاء اجتماع "الكابينت" الذي كان مقررا بشأن غزة، واستبداله باجتماع تقييم موقف بين نتنياهو وليبرمان وقادة الجيش.

وأعلن لاحقا عن اجتماع للكابينت في موعد جديد في نفس اليوم، وبخصوص غزة أيضا، مما يشير إلى أن الحالة التي وصل لها الاحتلال في مواجهة أحداث غزة غير مستقرة، في مقابل هدوء في موقف غزة الذي أبلغ به الوفد المصري بأنه لا يوجد وقف لأي أداة من أدوات مسيرات العودة إلا برفع الحصار كليا عن قطاع غزة.

ومن أبرز التعليقات (الإسرائيلية) على صورة الموقف أمس الأربعاء ما جاء على لسان الكاتب (الإسرائيلي) يوسي يهوشع والذي قال: "لقد تآكل الردع الذي حققه الجيش الإسرائيلي في الجرف الصامد منذ 29 مارس: بالونات حارقة وتظاهرات على السياج وتسللات يومية للسياج وإطلاق صواريخ وصلت اليوم لمنطقة غوش دان وبئر السبع حققت لحماس صورة من النصر، سيكون الدخول في تسوية وتهدئة غير رادعة خطأ فادحًا وسيؤدي إلى جولات إضافية".

وفي التعقيب على ذلك، ٌقال أحمد رفيق عوض المختص في الشأن (الإسرائيلي) إن ما جرى يتلخص في حالة الفعل ورد الفعل بين الطرفين أي حماس و(إسرائيل) وهما طرفان معنيان بالبعد عن الخيار المواجهة العسكرية أو حتى التصعيد في هذا الوقت تحديدا، مما يشير إلى أن كل طرف أوصل رسالته بالطريقة التي يراها مناسبة، دون الإعلان عن ذلك، أو إعطاء المسألة أكبر من حجمها كي لا تتدحرج الأمور إلى منزلق غير مرغوب فيه.

وأضاف الدكتور عوض في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الساعات المقبلة ستشير إلى عودة الهدوء النسبي إلى حدود غزة وهنا المقصود الهدوء المتعلق بإطلاق القذائف الصاروخية أو القصف (الإسرائيلي) على غزة، فيما ستستمر أحداث مسيرات العودة، إلى حين الوصول إلى اتفاق برعاية أممية أو مصرية.

ويعتبر أن ما سبق يمكن تحقيقه في ظل رغبة الطرفين إلى عودة الهدوء الكامل على حدود غزة، والانتهاء من ملف الأزمات الإنسانية المتراكمة في القطاع.

وفي نهاية المطاف، وبعد انتهاء الحالة الأمنية الطارئة أمس الأربعاء، تتجه الأنظار إلى أحداث يوم الجمعة المقبلة، التي ستكون بمثابة تيرمومتر التصعيد الأمني خلال الفترة المقبلة، وعن مدى تأثير زيارة وزير المخابرات المصرية على مسار الأحداث، فإما أن تتجه إلى الهدوء بناءً على اتفاق يرضي جميع الأطراف، أو وصول المباحثات إلى طريق مسدود لتتجه الأوضاع إلى مسار التصعيد مجددا

البث المباشر