نشر موقع ميدل إيست آي تقريرا قال فيه إنه مع تفاقم أزمة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي فإن "السعوديين يعيشون حالة من الفوضى" مع استمرار الضغط على الرياض، وإن الديوان الملكي السعودي يناقش إمكانية حدوث تغيير في خط ولاية العهد، خصوصا مع رغبة حكومة الولايات المتحدة "المشاركة المباشرة" في العملية.
ونقل الموقع عن مصدر في الاستخبارات الغربية أن قضية اختفاء الكاتب السعودي أدت للتركيز على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال المصدر إن زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى الرياض جاءت كجزء من خطة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لإشراك نفسها في المناقشات حول أي تغيير محتمل في خط ولاية العهد، مضيفا أن ترامب أراد أن يبقى محمد بن سلمان في السلطة، لكن بومبيو يعتبره "متقلبا" ويريد استبداله.
وفي السياق، تجري وزارة الخارجية البريطانية مناقشات داخلية للتحضير لسيناريوهات محتملة، بما في ذلك تغيير خط ولاية العهد في المملكة العربية السعودية.
وصرح وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أن حكومة المملكة المتحدة تنتظر لترى رد فعل السعوديين قبل أن تقرر كيف سيكون ردها.
وشكك محللون ومعارضون سعوديون في احتمال عزل محمد بن سلمان من الخلافة بشكل كامل، ورأوا أن الأسرة المالكة سوف تلتحم ببعضها بعضا لتجنب "صراع داخلي" داخل المملكة.
وأضاف أحد المعارضين أن أفراد العائلة يعتقدون أن ولي العهد سيصبح ملكا في نهاية المطاف، وأنهم يريدون "البقاء إلى جانبه"، مشيرا إلى أن "العائلة المالكة لن تقف مع أي شخص آخر".
وأوضح أنهم سوف يقفون مع بعضهم لسببين: أولهما أن العائلة تعتقد أن محمد بن سلمان سيكون ملكا وبالتالي فإنهم مضطرون للوقوف معه، والأمر الآخر أنهم إذا ما بدؤوا صراعا داخليا، فسوف ينهار البلد بأكمله، ولا يريد أي من أعضاء العائلة المالكة ذلك".
ويقول أندرياس كريغ الأستاذ المساعد في كينغز كوليج في لندن المتخصصة في القضايا الأمنية الخليجية، إن تعيين سفير المملكة في واشنطن خالد بن سلمان وليا للعهد سيتطلب "انقلابا فعليا" داخل القصر لإبعاد محمد بن سلمان.
ويضيف كريغ "باختصار سيكون هناك الكثير من الكلام في الأسرة حول كيفية التعامل مع قضية محمد بن سلمان لأنه أصبح إلى حد ما مسؤولا، ولكن هناك إدراك أنه لا يوجد في الحقيقة أي شخص في الحرس القديم يمكن أن يتحداه حقا، لقد أنشأ نظاما حصينا ضد أي معارضة".
وفي واشنطن، يقول كريغ إن "الضغط يأتي من مجلسي الشيوخ والنواب، ولكن يبدو أن ترامب يتجاهلهما في هذه المرحلة".
من جهته، يقول بروس ريدل وهو زميل في معهد بروكنغز ومحلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية، إن إدارة ترامب لن تتخلى عن محمد بن سلمان بسبب قربه من جاريد كوشنر صهر ترامب.
وأضاف ريدل "أن الولايات المتحدة تدرك القلق الكبير الذي تشعر به العائلة المالكة حيال محمد بن سلمان وربما تتآمر لإبعاده عن ولاية العهد".
ويؤكد أن بومبيو قد يكون لديه شكوك حول محمد بن سلمان ولا يريد أن يُنظر إليه على أنه شريك في التستر عليه، لكنه لن يخالف موقف رئيسه ترامب "الذي يعيش حالة من الوئام معه".