شكّل اختفاء المطارد أشرف نعالوة منفذ عملية "بركان" ضربة قوية للاحتلال وأجهزته الاستخبارية بعد عجزها في الوصول له منذ أكثر من أسبوعين وفشل المحاولة الخامسة لاعتقاله رغم كثافة عمليات البحث عنه وحصار المدن وحملات المداهمة الليلية.
ويُمثل اختفاء نعالوة هاجسا لدى الاحتلال؛ خشية تنفيذ عملية إطلاق نار أخرى أو أن يتحول الرجل إلى أيقونة ورقما صعبا يدفع المزيد من الشبان في الضفة المحتلة إلى الحذو حذوه، على غرار الكثير من منفذي العمليات الفردية والتي كان آخرهم أحمد جرار.
وتسعى قوات الاحتلال إلى إغلاق هذا الملف والانتقام لمستوطنيها من خلال التشديدات الأمنية واعتقال جميع المقربين لنعالوة ورسائل التهديد والتحريض التي ترسلها لسكان الضفة، فيما يبقى اختفاؤه لغزا يعقدهم.
وأدّت العملية البطولية التي نفذها الشاب نعالوة بمنطقة "بركان" الصناعية في السابع من أكتوبر الجاري لمقتل إسرائيليين اثنين وإصابة ثالث بجراح، قبل أن ينسحب من المكان.
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، كثّفت قوات الاحتلال من اقتحاماتها المتكررة في جميع مناطق الضفة المحتلة وخصوصًا منطقة الشويكة ومحافظة طولكرم؛ بحثًا عن الفدائي نعالوة.
وذكرت صحفية يديعوت احرونوت العبرية أول أمس أن الجيش الإسرائيلي فشل للمرة الخامسة في اعتقال الشاب " نعالوة" منفذ عملية بركان. وبحسب الصحيفة العبرية فقد حاصرت القوات صباح السبت مبنى مهجور في قرية شويكة كجزء من عملية البحث عن أشرف وحاصرت مدرسة ونادت بمكبرات الصوت على الشاب نعالوة بالخروج وتسليم نفسه.
وقد دخلت العديد من القوات مدعومة بجرافات اقامت سواتر ترابية على مدخل المدرسة والمبنى وقامت بمداهمة لتلك المنطقة تخللها مواجهات مع شبان من نفس القرية الا انها فشلت في العثور عليه واعتقاله.
قدرة التخفي
ويُرجع الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر فشل الاحتلال في الوصول للمطارد "نعالوة" إلى كونه مقاتل غير مُنظم وهو ما يجعل من الصعب الوصول لأي معلومة تدل عن مكان اختبائه.
ويوضح أبو عامر في حديث لـ"الرسالة نت " أن عادة ما يعتمد المقاتلون غير المنظمين على ذكائهم وخبرتهم الذاتية في التخفي عن أعين الاحتلال، الأمر الذي يمنحهم فرصة للبقاء دون وجود دلائل على أماكنهم.
وبين أن المقاتلين الفرديين لا يمكن التنبؤ بسلوكهم أو التعرف على أي معلومات حولهم إلا عبر الدوائر الاجتماعية القريبة منهم، مما يفاجئ الاحتلال الذي لا يمتلك أي معلومات مسبقة أو معرفة في نواياهم.
ويُشير أبو عامر إلى أن استمرار نعالوة في الاختفاء جعل منه أيقونة كالشهيد أحمد جرار الذي بقي الاحتلال يطارده قرابة الشهر الكامل.
حافز للعمليات
ويرى الكاتب والباحث في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة، أن عملية "بركان" الفردية نفذت بدافع ذاتي وشكلت مفاجئة للاحتلال وعجز لأجهزته، مشددا على أن نجاحها نابع من عدم اشتراك أكثر من عنصر واحد فيها.
ويؤكد أبو زبيدة لـ"الرسالة نت " أن العمليات الفردية باتت تشكل فرصة للكثير من الشبان المتعطشين للانتقام من الاحتلال في الضفة المحتلة؛ للرد على جرائمه المتواصلة والتي كان آخرها محاولات هدم الخان الأحمر بالقدس.
ويلفت إلى أن هذا النموذج من العمليات وقدرة أشرف على التخفي يُعطي حافزا للآخرين للاقتداء به ومواصلة العمليات التي باتت توجع الاحتلال بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
وفي نهاية المطاف يبقى نعالوة رقما صعبا، حتى وإن توصلت له قوات الاحتلال، فإن قدرته على الاختفاء شكلت ضربة لمخابرات العدو التي تتفاخر بقدراتها الكبيرة في الكشف المبكر عن العمليات ومنفذيها.