قائمة الموقع

مكتوب: المقاومة طريق الوحدة

2018-10-25T05:48:17+03:00
مصطفى الصواف
بقلم :مصطفى الصواف

دعوة القوى الوطنية السبع إلى ضرورة العمل على رأب الصدع والوصول إلى مصالحة وطنية قائمة على الشراكة السياسية والتعاون المشترك بين الكل الفلسطيني بعيدا عن نهج الاقصاء والتفرد، ويسبق ذلك ضرورة رفع العقوبات المفروضة من قبل محمود عباس على قطاع غزة كمقدمة لحسن النوايا للتوجه الى شراكة سياسية بين الكل الفلسطيني.

استمرار الوضع على ما هو عليه وقانون لا أريكم إلا ما أرى يزيد من حدة الخلاف ويعمق الانقسام مما يؤدي إلى أضرار جسيمة تصيب الكل الفلسطيني فيضعف القضية ويجعلها ألعوبة بيد أمريكا و(إسرائيل) وبعض الاطراف الإقليمية وفرصة ذهبية لتصفية القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال الصهيوني بما يحقق يهودية الدولة والقدس عاصمة للدولة الاحتلال وضم الضفة الغربية للكيان ويعيد مرة أخرى إلى الاذهان أن الفلسطينيين غير مهيئين لتولي دولة وغير قادرين على إدارتها.

والسؤال لماذا لا نقف مليا مع أنفسنا ونقرأ ما وصلنا إليه في ظل ادعاء الجميع حرصه على المشروع الوطني والذي لم يعد فيه الوطن حاضرا ومغيبا؟ لماذا لا نفكر جيدا بان حالنا لم يتغير بما يحقق لنا ما نسعى إليه وأن الاحتلال مازال باقيا وأن الدولة الفلسطينية لم ولن تقوم ما استمر الحال على ما هو دون تغيير ودون عودة إلى الاسس التي قامت عليها الثورة الفلسطينية والتي اساسها تحرير الارض والتراب من الاغتصاب؟

نخدع أنفسنا ونخدع شعبنا إذا اعتقد محمود عباس بأنه رئيس دولة فلسطين غير القائمة على أرض الواقع، والمحتلة أراضيها كل أراضيها، نخدع أنفسنا وشعبنا إذا اعتقدنا أن لنا حكومة ووزارات وهيئات ونحن لا سيطرة لنا على مقدرات وثروات دولتنا الفلسطينية، نخدع أنفسنا وشعبنا إذا اعتقدنا أن القدس هي عاصمة دولة فلسطين إذا استمر حالنا على ما هو عليه ولا نقاوم الاستيطان ومصادرة الأراضي ونقاتل المحتل الذي يسير وفق رؤية واضحة وتخطيط محكم وفق رؤيته بأن هذه الارض هي أرضه وأنها حق له وأننا فيها لسنا اصحاب هذه الارض وإقامتنا فيها مؤقتة ودليلنا في ذلك قانون القومية الذي يطبق على الأرض ونحن ننسق مع الاحتلال ونتعاون معه ونلتقي قادته.

والحالة كذلك، كيف الخلاص؟ ما هو الحل؟ وهل ما نحن عليه من تشرذم وانقسام وخلاف حاد يمكن أن يعيد لنا وطنا مغتصبا، ويقيم لنا دولة ويعيد شعبنا إلى أرضه التي هُجر منها؟ كم من السنوات نحتاج حتى ندرك أننا جميعا أخطأنا بحق قضيتنا وشعبنا؟ وهل هذا الطريق الذي نسلكه هو الطريق الصحيح؟ متى سنكتشف أننا بتمسكنا بأوسلو وتنازلنا عن أرضنا واعترافنا بالاحتلال وملاحقتنا للمقاومة يمنحنا دولة؟ الم ندرك بعد أن ما يجري في الضفة من استيطان ومصادرة أراض وتهويد للقدس وطرد أهلها ما كان له أن يكون لولا غياب المقاومة واستمرار التعاون الامني مع الاحتلال؟

لماذا لا نفكر بالعودة إلى الأصول التي انطلقنا منها أننا شعب يقع تحت الاحتلال وأن ارضنا مغتصبة ومحتلة وأن هذا الاحتلال لن يزول بالمعاهدات ولا بمشاريع التصفية ولا بالاتفاقيات وان الطريق الوحيد للخلاص منه هو المقاومة، رغم ما يكلفه هذا الطريق من شهداء وتضحيات لا يقارن بما ندفعه اثمانا للاعتراف بالاحتلال من ضياع للأرض والكرامة والحرية.

لماذا لا نعود للطريق الذي يؤمن به غالبية الشعب الفلسطيني وهو طريق المقاومة من أجل التحرير، تحرير الأرض المغتصبة وعودة أهلها إليها، لماذا لا نحقق رغبة الشعب وغالبيته بان المقاومة طريق للتحرير، طريق جربته شعوب الارض قاطبة واستطاعت تحرير أرضها وطرد المحتل؟

وحتى نعود إلى قانون التعامل مع المحتل وهو المقاومة والذي ارجو أن يقتنع به من لا يرى أنه الطريق الاقصر والأصوب سنبقى نعاني كما نعاني وزيادة حتى تقتنع هذه القلة أو تقتلع.

اخبار ذات صلة