قائمة الموقع

مكتوب: المطلوب بلورة رؤية لعقيدة عسكرية وطنية

2018-10-29T06:54:30+02:00
رامي أبو زبيدة: الباحث بالشأن العسكري
رامي أبو زبيدة: الباحث بالشأن العسكري

يحتلّ العمل العسكري المشترك موقعاً متقدّماً في تكتيكات الفعل العسكري للفصائل الفلسطينيّة، وتكمن أهميّته في تحقيق أوسع قاعدة فصائليّة شعبيّة داعمة للمقاومة المسلّحة، ودمج كلّ القوى فيها، بما يعنيه ذلك توافر أغلبيّة جماهيريّة تتبنّى هذا الخيار كمشروع مشترك، المطلوب اليوم أن تسهم الغرفة المشتركة للمقاومة في وضع الخطوط العريضة، لأوسع عملية تنسيق وتعاون من شأنه أن يُحدث نقلة نوعية في العمل المقاوم وبلورة وصياغة رؤية موحدة لعقيدة عسكرية وطنية جامعة.

في ظل حالة التكالب والالتفاف على ثوابت وتطلعات شعبنا وقضيتنا، وجب تبني عقيدة عسكرية استثنائية يكون الهدف منها تحقيق الثوابت الوطنية المجمع عليها فلسطينياً، بما يتناسب والغاية من تلك العقيدة وزرعها في نفوس ابناء شعبنا ومقاوميه بما يتوافق ومتطلبات المرحلة الحالية تكون محققة لتطلعات شعبنا في العيش بأمن ضمن مقومات وحدة وطنية على هذه الأرض التي بذل لأجلها الكثير من التضحيات.

فالعقيدة العسكرية للمقاومة عبارة عن نسق فكري ينظم المفاهيم والمبادئ العسكرية والقتالية للمقاومة، وتعتبر بمثابة الدليل الأساسي للمقاومة في المجال العسكري وهي التي تمنح المشروعية للعمليات العسكرية التي تقوم بها المقاومة، وهي مجموع الأفكار الأساسية التي تنظّم وتوّجه العمل العسكري المقاوم، وهي مجمل المبادئ الأساسية التي تتخذها المقاومة المسلحة لإنجاز مهامها وتحقيق أهدافها، وهي السياسية العسكرية المرسومة التي تعبّر عن فكر المقاومة في الأمور القتالية، وهي المسؤولة عن تنظيم إدارة وتوجيه العمل العسكري للمقاومة، ولها أهمية كبيرة في تحقيق النصر والتسبب في الهزيمة في الحرب، ونجاح أو فشل العمليات العسكرية للمقاومة.

من واجب العقيدة العسكرية للمقاومة اليوم، ان تجيب عن بعض التساؤلات وتكون واضحة المعالم لدى تلك الفصائل، وهذه التساؤلات هي: - من يُشرع للمقاومة الفلسطينية أن تتحرك للقتال؟ ومتى يحق لها فعل ذلك؟ وكيف يتحقق ذلك عملياً؟

الإجابة عن التساؤل الأول هي من حق واضعي العقيدة العسكرية في جانبيها السياسي والعسكري، وأرى ان يكون ذلك على عاتق القيادة السياسية والعسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية المشاركة في غرفة عمليات المقاومة، أما إجابة التساؤل (متى) فهي من حق القيادة السياسية حيث هي من تحدد الاخطار والمسائل التي تستدعي التحرك ومباشرة القتال ليتحدد بعدها الوقت الذي ستبدأ فيه غرفة عمليات المقاومة المشتركة بالعمل والتنفيذ، أما الإجابة عن التساؤل الثالث فهي من حق القادة العسكريين وصناع العقيدة العسكرية والقتالية في غرفة المقاومة الذين يرسمون الأسلوب الأمثل للوصول للأهداف بأقل الخسائر المادية والبشرية ويكون ذلك باختيار الأسلحة والأساليب التي تساهم في تسهيل حركة قوات المقاومة وتذلل لهم الصعاب وفق إمكانات وقدرات كل فصيل.

وبناءً على ما تقدم نجد أن العقيدة العسكرية تُكون مجموعة المبررات والمنطلقات الإنسانية والدينية والأخلاقية والقناعات الفكرية. المنضبطة التي تمنح المشروعية للقوات العسكرية للقيام بعمل ما، واعتقد باننا جميعا نتفق بأهمية أن تكون لمقاومتنا عقيدة عسكرية مناسبة لاسترداد بلادنا ومقدساتنا وتحرير أسرانا وصون حق شعبنا في العيش بحرية وكرامة فوق وطنهم وارضهم.

اخبار ذات صلة