أعلنت السلطات السعودية أنها تشترط استقبال الحجاج والمعتمرين من فلسطينيي 48 فقط إذا كان بحوزتهم جواز أردني ثابت، حيث رفضت الرياض استقبال وفد عن لجنة الحج والعمرة من البلاد بحجة أنهم من حملة الجواز الأردني المؤقت، وهو الإجراء المعمول به منذ عقود.
وامتنعت السعودية في العام الجاري خلال موسم الحج الأخير عن استقبال الحجاج والمعتمرين من حملة الجواز الأردني المؤقت بحجة عدم وجود رقم وطني أردني، حيث كان هذا الإجراء يشمل الحجاج من فلسطينيي 48، بيد أن تدخل السلطات الأردنية منع تنفيذه في موسم الحج الأخير.
وتواصلت المشكلة بعد موسم الحج الأخير وفي موسم العمرة والتسجيل لعمرات الخريف، وذلك لعدم وجود رقم وطني على الجوازات، حيث من المفروض أن تطلق أولى رحلات العمرة بتاريخ 16/12/2018.
وقال رئيس لجنة المراقبة في جمعية الحج والعمرة، الشيخ هاشم عبد الرحمن لـ"عرب 48": "بداية، ما أعرفه من مدير لجنة الحج، مصطفي عازم، أن موضوع الجواز الأردني الثابت والرقم الوطني أثير في موسم الحج الأخير، لكن لضيق الوقت لم يتم التعامل مع الموضوع، وكنا نعتقد أن طرح الموضوع لربما كان عن طريق الخطأ، حيث عاد الناس من الحج، وبدأ التسجيل لعمرات الربيع".
وأضاف عبد الرحمن: " شرعت مع رئيس لجنة التنسيق لشؤون الحج والعمرة، سليم شلاعطة، وأعضاء في اللجنة بإجراء الترتيبات والتنسيق مع الجانب الأردني للسفر إلى السعودية لتفقد المساكن لعمرات الخريف، حيث تم استصدار جوازات أردنية مؤقتة لوفد اللجنة كما هو متبع إلى الآن، لكن المفاجئ أن السلطات السعودية رفضت دخول وفد لجنة التنسيق العليا لشؤون الحج والعمرة لمسلمي 48 إلى أراضيها بالجوازات الأردنية المؤقتة".
وتابع المراقب في اللجنة: "عندها باشرنا بالسؤال والاستفسار حيال الموقف الجديد للسلطات السعودية التي كان ردها أنها تشترط الحج والعمرة لمن يحمل جواز أردني ثابت وصاحب رقم وطني، ما يعني أنه سيتم استثناء عرب 48 من رحلات العمرة والحج مستقبلا، وكل فلسطيني بالقدس أو الضفة الغربية أو قطاع غزة ليس بحوزته جواز أردني ثابت".
وأوضح عبد الرحمن أنه يتم تسفير قوافل الحج والعمرة، من فلسطيني 48، عبر وصاية أردنية على الحجيج ومنحهم جوازات سفر أردنية مؤقتة، وذلك بموجب الاتفاق المبرم في العام 1978 بين الحكومة الإسرائيلية والملك الأردني الراحل حسين بن طلال.
وفور التيقن من حقيقة الإجراءات والمطالب الجديد من قبل السعودية، يقول عبد الرحمن: " توجهنا بخطابات رسمية إلى الديوان الملكي والحكومة الأردنية ووزارة الأوقاف الذين شرعوا بالتواصل مع الرياض عبر السفارة السعودية في عمان لمعالجة القضية، كما قمنا بالتوجه إلى العديد من النواب في القائمة المشتركة ورئيس لجنة المتابعة العليا وأيضا السلطة الفلسطينية لحل الإشكال وإبقاء الوضع كما أتفق عليه في العام 1978".
وأكد عبد الرحمن أن الأمر بحاجة إلى تحرك رسمي على كل المستويات والتدخل لدى السعودية، لافتا إلى أن القضية أثيرت في البرلمان الأردني، أمس الأحد، كما تمت مناقشة الملف في وزارتي الداخلية والأوقاف في الأردن التي انتدبت وفدا على الرياض من أجل التباحث ومناقشة الملف والتوصل إلى تفاهمات للإبقاء على الحجاج والمعتمرين من فلسطينيي 48 تحت الرعاية والوصاية الأردنية.
ويعتقد الشيخ عبد الرحمن أن القضية أكثر من جواز سفر أردني مؤقت أو رقم وطني، قائلا: "أخشى ما أخشاه أن تحمل القضية في طياتها أبعادا سياسية، ونأمل ألا نكون نحن الفلسطينيين في الداخل جزءا من أي مساومة ومناكفة سياسية أو ضمن أي قرار سياسي لدول الإقليم".
وخلص إلى القول: "نتوجه للملك الأردني عبد الله الثاني، والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، بطلب عدم إجراء أي تغيير، وإبقاء الوضع على ما هو عليه. نؤكد أننا بحاجة لموقف جماعي للعرب في الداخل لكافة الأحزاب والحركات والأطر واللجان والقائمة المشتركة يرفض أي تغييرات، ويبقي الوصاية الأردنية على فلسطينيي 48 بالحج والعمرة".
وفي سياق معالجة الجانب الأردني للقضية قبالة السلطات السعودية، قال وزير الأوقاف الأردني الدكتور عبد الناصر أبو البصل، إن وفدا أردنيا من وزارات الداخلية والخارجية والأوقاف، سيتوجه إلى السعودية لإيجاد حل لقضية منع دخول الفلسطينيين للحج والعمرة بجوازات أردنية مؤقته دون أن يحملوا الرقم الوطني.
وأوضح الوزير الأردني خلال اجتماع عقدته لجنة فلسطين النيابية، أمس الأحد "هذه القضية مهمة جدا، ونحن نقدم خدمة نعتز بها، ونريد أن نستمر بالعمل بها"، وبين أن نحو 4500 حاج يأتون من عرب 48.
وقال أبو البصل "ننتظر زيارة السعودية لتوصية خاصة باستمرار الحج والعمرة، والتي فيها فائدة للجميع، وللتأكيد على أن هذه القضية جزء من ثوابتنا في خدمة الحجاج من أراضي 48 التي يتولاها الأردن منذ العام 1978".
المصدر:عرب 48