مكتوب: أول الغيث قطرة

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

نعم ما اعلن عنه أول أمس من وكلاء ثلاث وزارات المالية والعمل والتنمية الاجتماعية في قطاع غزة هو البداية التي اثمرت عنها مسيرات العودة في كسر الحصار عن قطاع غزة وهذا دليل على الجهد المبذول من قبل أطراف متعددة من أجل كسر الحصار عن قطاع غزة والمستمر منذ نحو اثني عشر عاما، هذا الجهد المصري والقطري والدولي بقيادة ميلادينوف ليس هو نهاية المطاف؛ ولكنه أول الغيث الذي ينتظره الشعب الفلسطيني بعد الأزمة الانسانية الكبيرة التي يعاني منها القطاع وسكانه والتي زادت حدتها بعض فرض محمود عباس إجراءاته الإجرامية بحق قطاع غزة.

هذه الحزمة من المشروعات والدعم المقدم لقطاع غزة ناتج عن صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر تحديه بمسيرات العودة والمستمرة لشهرها السابع والتي ايقن من خلالها الشعب الفلسطيني أن هذه المسيرات والتي شكلت ضغطا هائلا على الاحتلال اجبرته على التفكير في تخفيف الحصار وخشية الأمم المتحدة ودول الاقليم من انفجار كبير لو استمر الحصار على قطاع غزة هذا الانفجار لن يتوقف على قطاع غزة بل سيصيب المنطقة الاقليمية وعندها فليتحمل الجميع المسئولية، جعلته يصر على الاستمرار والابداع في ادوات هذه المسيرات من بالونات حارقة وطائرات ورقية وإرباك ليلي ما شكل حالة من القلق والارباك والتخبط والانقسام داخل المجتمع الصهيوني وعلى مستوى القيادات بين من يريد التخلص من هذه المسيرات عبر الحرب على قطاع غزة ومن يرى أن أي عدوان لن يحقق للاحتلال أي تغيير وهذا الفريق يرى أن الحل من خلال تخفيف الحصار المفروض وإعادة تأهيل قطاع غزة اقتصاديا.

قوى المقاومة في قطاع غزة كان لها وللجماهير التي ابدعت في مسيرات العودة موقف مختلف ربما عن مواقف الوسطاء وهو الاستمرار في مسيرات العودة كوسيلة ضغط على الاحتلال وعلى الوسطاء رغم محاولات البعض طلب التخفيف لهذه المسيرات ولكن القوى والفصائل كانت تؤكد في كل مرة أن هذا ليس بيدها وهو موقف شعبي لن يتغير ما لم يشعر بشكل عملي وعلى أرض الواقع أن هناك تغيير في الحياة داخل قطاع غزة من خلال تخفيف الحصار وصولا إلى كسره عندها يمكن أن تغيير الجماهير من شكل المسيرات وأدواتها ولكنها لن تنهي هذه المسيرات حتى إنهاء الحصار وستتواصل للوصول إلى الهدف الأخر وهو العودة بتغيير أدوات المسيرات بما يحقق ضغطا أكبر على المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال للالتزام بما قرره المجتمع الدولي عبر قراراته المختلفة وعلى رأسها قرار العودة 194.

نعم قد تكون هذه التسهيلات مقدمة للوصول إلى العودة إلى تنفيذ تفاهمات 2014 والتي جرت في القاهرة وعطلها الاحتلال فكانت المسيرات لرد الاحتلال الى السلوك المتفق عليه فيما تم بالقاهرة من تفاهمات على وقف إطلاق النار مقابل رفع الحصار او تخفيفه عن قطاع غزة.

هذا الجهد المبذول من قبل الوفد الأمني المصري وجهود المجتمع الدولي والدعم القطري قد يوصل الاطراف إلى الوصول الى تفاهمات تؤدي إلى وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال الصهيوني ما يؤدي إلى تخفيف الحصار عن قطاع غزة حتى يعيش حالة من الكرامة التي افقدها الحصار.

هذه التفاهمات التي على وشك التوصل لها لم يكن هناك اثمانا سياسية تدفع مقابلها بل هي استرداد لبعض الحقوق الفلسطيني المتغول عليها من قبل الاحتلال والمنسية من قبل المجتمع الدولي والذي لم يحركه إلا هذا الحراك الشعبي الضاغط على الاحتلال والمجتمع الدولي والاقليمي وجعله يتحرك لإيجاد حل للحصار المفروض والمرفوض انسانيا وقانونيا.

لازلنا في أول الطريق وللوصول إلى نهايته في كسر الحصار يجب الاستمرار في مسيرات العودة والتي حققت بعض ما سعى اليه الفلسطينيون وهم بحاجة إلى استكمال ما يسعون إليه ولذلك لابد من مواصلة المسيرات وإبداع أدوات جديدة للمرحلة القادمة.

البث المباشر