بعد أقل من أسبوعين على فاجعة البحر الميت، حلت كارثة أخرى بالأردن حيث فصلت سيول الأمطار الغزيرة الجنوب عن العاصمة عمان وشمال المملكة، وأودت بحياة تسعة أشخاص.
وقد أدت السيول الجارفة إلى قطع طريق الخط الصحراوي الرابط بين محافظات الكرك ومعان الطفيلة والعقبة عن العاصمة عمان، وحاصرت أعدادا كبيرة من السيارات على الطريق الصحراوي في منطقة ضبعة البعيدة على نحو 90 كيلومترا جنوب العاصمة عمان.
وسحبت السيول سيارة في مأدبا بها عائلة من خمسة أشخاص وتم انتشال فتاتين، إحداهما توفيت، وحالة الأخرى سيئة، وما زال البحث جاريا عن خمسة مفقودين في سيول منطقة الوالة والسد القريب منها، بحسب ما أفاد المحافظ حسن القيام.
وإلى جانب فتاة مأدبا، توفيت سيدتان وطفلة في محافظة الكرك جنوبي المملكة. ولاحقا أفادت السلطات بأن عدد الوفيات ارتفع إلى تسع، وسط استمرار جهود الإنقاذ.
وقالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والناطقة الرسمية باسم الحكومة جمانة غنيمات إن هطول الأمطار الغزيرة في ضبعة أدى لإغلاق الطريق الصحراوي بالاتجاهين.
وأضافت أن طائرة استطلاع أرسلت إلى المنطقة للوقوف على الحالة، معلنة إنقاذ السياح الزائرين لمنطقة البتراء دون إصابة أي منهم.
وأفادت الحكومة بأن رئيس الوزراء عمر الرزاز والوزراء والمسؤولين المعنيين يتابعون أوضاع السيول وتطورات المنخفض الجوي من المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، لتنسيق جهود الإنقاذ في مختلف أنحاء المملكة.
ومع تعمق المنخفض، الجوي أعلنت وزارة التربية والتعليم الأردنية تعليق دوام المدارس الخاصة المقرر دوامها غد السبت في مختلف مديريات التربية والتعليم.
غضب وسخرية
وتناقل رواد منصات وسائل التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات للسيول في مناطق الجنوب وخاصة البتراء، متندرين على هشاشة البنية التحتية في مواجهة الأمطار الغزيرة.
وعلى تويتر كتب الناشط عبد الحميد "ساعة من الأمطار أغرقت معان ووادي موسى والبترا !!غرق عائلة ووضع طفلة ذات السنة سيئ جدا بعد مداهمة السيول لمنزلهم.. كيف ستلاقون وجه ربكم؟ ما هذه البنية التحتية التي لم تستوعب ساعة أمطار".
وتحت وسم "سيول الأردن" غرد يزيد جميل "تثبت السيول بلا شك عدم وجود بنية تحتية جاهزة لمواجهة منخفض جوي، لا نتحدث عن إعصار أو عاصفة استوائية مجرد منخفض جوي".
ووجه حديثه لرئيس الحكومة قائلا "لا نحتاج لجان تحقيق. نحتاج إلى برنامج عاجل لتصويب الأوضاع قبل أن نخسر حياة مواطنين آخرين، تذكر هذه مسؤوليتك أمام الملك والشعب وقبل ذلك أمام الله".
وتأتي سيول المناطق الجنوبية بعد أقل من أسبوعين على سيول مماثلة في منطقة البحر الميت أودت بحياة 21 طالبا ومعلما، وما زالت التحقيقات جارية بشأن وفاتهم غرقا.
المصدر: الجزيرة