انتقد الوزير البحريني السابق محمد علي فخرو خطوات التطبيع العربي الرسمي مع الاحتلال الإسرائيلي، واعتبر أن جزءا من دماء شهداء قطاع غزة، الذين سقطوا مساء أمس في في المناطق الشرقية من مدينة خانيونس، في رقبة "المتطبعين العرب مع الاحتلال الإسرائيلي".
وأوضح فخرو في حديث خاص لـ "عربي21"، أن "الاحتلال الإسرائيلي مستمر في مشروعه للقضاء على الوجود الفلسطيني في بقية أرضه المحتلة".
وقال: "إسرائيل تحتل 85% من أرض فلسطين التاريخية، ولم يبق إلا 15% لـ 14 مليون فلسطيني، يريدون أيضا إخراجهم منها".
وأشار فخرو إلى أن "إسرائيل تجد الدعم الكامل في سياستها الحالية ضد الفلسطينيين من الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي أظهر أنه أكثر حماسة في إنهاء الملف الفلسطيني".
وأعرب السياسي البحريني عن أسفه "لتجمع جهتين لدعم الكيان الصهيوني في مشروعه للقضاء على القضية الفلسطينية، وهما الإدارة الأمريكية وتعاطفها الشديد مع كل ما تفعله إسرائيل، والجانب الآخر هو الطرف العربي الرسمي".
وقال: "هناك مؤامرة كبيرة متداخلة ومركبة لإنهاء الملف الفلسطيني، وبالرغم من كل المبررات التي يقدمها المطبعون العرب للقاء مع قادة الاحتلال من أجل الوساطة والتقريب مع الجانب الفلسطيني، إلا أنها جميعا تندرج ضمن المخطط الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية".
وأضاف: "الطرف العربي الرسمي سواء الموقع رسميا مع الاحتلال، أو الذي يمارس التطبيع عمليا، هناك جرأة غير مسبوقة على التعاطي مع الاحتلال تحت يافطات متعددة، وإلا كيف نفسر استقبال نتنياهو ويداه ملطختان بدماء الفلسطينيين في بعض البلدان العربية؟ هذا فضلا عن الاتصالات اليومية بين قادة الاحتلال وبعض القادة العرب، والتناغم الشديد بين الاستخبارات الصهيونية (الموساد) وبقية الاستخبارات العربية".
ولفت فخرو الانتباه إلى أن "ما يزيد الجرح الفلسطيني ألما، أن الفلسطينيين أنفسهم غير قادرين على الاندماج في جبهة واحدة ترفع شعارا واحدا وهو محاربة الصهيونية وتحرير الأرض وعدم الانشغال بأي أمر خلافي آخر".
وقال: "هذه أول حركة تحريرية تنقسم بهذا الشكل البليد، وهو انقسام ينضاف إليه صمت عربي مريب، حيث لم تخرج مظاهرة عربية واحدة للتنديد بالتطبيع، وكأنها تقول إنها لا تستطيع أن تفعل شيئا من أجل فلسطين".
ودعا فخرو الشعوب العربية إلى تحمل مسؤولياتها إزاء دعم القضية الفلسطينية في مقابل تراجع النظام العربي الرسمي عن الالتزام القومي عن الهم الفلسطيني.
وقال: "الشعوب العربية لا يمكن أن تقبل بهذا التآمر على فلسطين، ولكنها تبدو عاجزة بسبب الضغوط التي تقع عليها من قبل الاستخبارات العربية، التي لم تبق على صوت يخالف الرأي الرسمي إلا وقمعته بالسجن أو النفي".
واعتبر فخرو أن "الذي يطبع مع الاحتلال من العرب في رقبته جزء من الدم الفلسطيني الذي سقط يوم أمس الأحد في غزة".
وقال: "كلما شعرت إسرائيل أن علاقاتها تتحسن مع النظام العربي الرسمي زادت في غيها وجرائمها"، على حد تعبيره.
وشيّع آلاف الفلسطينيين في غزة، الاثنين، جثامين سبعة مقاومين، استشهدوا مساء أمس الأحد، في اشتباك مسلح مع قوة خاصة إسرائيلية تسللت شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.
وشارك في تشييع الشهداء ممثلو الفصائل الفلسطينية، والمجتمع الأهلي، والمدني، وسط حالة من الغضب والتنديد بجريمة الاحتلال الإسرائيلي.
واستشهد المقاومون السبعة، في اشتباكات مسلحة مع قوة إسرائيلية تسللت في المناطق الشرقية لمدينة خانيونس جنوب القطاع، أدت أيضا لمقتل ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، وإصابة آخر بجراح.