قائمة الموقع

مكتوب: هكذا كان خطاب السنوار !

2018-11-17T07:25:37+02:00
السنوار خلال تسلمه قطعة سلاح غنمها المجاهدون
الرسالة نت - خاص

متباهيا ومتفاخرا بالإنجاز الذي حققته المقاومة خلال جولة التصعيد الأخيرة، أعتلى قائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة يحيى السنوار منصة حفل تأبين شهداء القسام في خانيونس، مبرقاً بالتحية للمقاومة وشعبها.

لغة الجسد التي أظهرها السنوار خلال خطابه، تجلت فيها معالم الشدة والبأس ضد الاحتلال الإسرائيلي، فوجه من خلالها رسائل شديدة اللهجة لقادة الكيان، فيما أكد على معاني الوحدة الوطنية التي ظهرت من خلال غرفة العمليات المشتركة.

*** قائد يمثل الكل

علاء الريماوي المختص في الشأن الإسرائيلي وصف كلمة قائد حماس في غزة بأنها وازنة قوية، نبضها ما حدث في خانيونس.

وقال عبر صفحته على الفيس بوك: "أبرز ملامح القوة أنه ظهر كقائد يمثل الكل في قطاع غزة، على الرغم من قوته لكنه كان قريبا من عفوية الإنسان المتواضع، كما عبر عن قوة غزة، ويدرك الاحتلال خطورته وسرعة تحوله الى عمل ميداني متسع يصل حد الحرب".

وأضاف الريماوي أن السنوار قدم محمد الضيف مسؤول الجناح العسكري في حماس بما يليق بقائد ظهر غرسه وفعله ولم يظهر قوله، موضحاً أسرارا في بطن عملية خانيونس ستكون للمقاومة رواية فيها في حال اكتملت المعالم لدى المقاومة.

وأشار إلى أنه كان صارما في الموازنة بين الخيارات مقدما المقاومة على المال، وقدم نموذج الوحدة معتبراً أن غرفة عمليات المقاومة المشترك نهج الاجماع الوحيد في الساحة الفلسطينية.

وبين أن السنوار أرسل رسائل واضحة للكيان، بأن الحرب خطوة ليست مستبعدة في حال فشلت خيارات رفع الحصار، كاشفاً عن جاهزية الاستهداف الناري الى ما بعد تل أبيب بحجم صاروخي وقوة تفوق المعهود والمتوقع.

ونوه الريماوي إلى أن حضور الوفد المصري ورسالة الوسطاء عبرت عن قوة عليها المقاومة، وهي أنها لا تقبل بالضغوط الخارجية.

وأكد المختص بالشأن الإسرائيلي أن حضور السنوار بهذا الخطاب شكل منهجا متغيرا مهما في البنية الوطنية الفلسطينية خلال المرحلة القادمة، إذ يعتبر الخطاب الأقوى للرجل منذ الظهور الاعلامي.

انتهاء زمن الهزائم

المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو قال: "خطاب السنوار يدلل على أن زمان العربدة الاسرائيلية قد ولى، وكل تطاولٍ له ثمنٌ غالٍ جدا، على أساس معادلة "القصف بالقصف والدم بالدم".

وأوضح سويرجو خلال منشور عبر صفحته على الفيس بوك أن زمن الحروب الحاسمة لم يعد قائماً، وتوازن الرعب غير المعادلة السياسية، والتي تستند أنه لا حسم للمعركة مع غزة، معللاً ذلك بأن هناك غياب للحلول البديلة، أو بل أصبحت لا تحاول الحسم بسبب أنه لا بديل امام الفلسطيني سوى القتال الموجع والمؤلم والمدمر ولا طاقة لهم بذلك.

وأشار إلى أن غرفة العمليات المشتركة هي فلسطينية جامعة، ومشروعها الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، منوهاً إلى أن الحديث عن دولة غزة سيكون مثيل لتجربة السولار والدولار، حق وسنأخذه بالقوة.

وبين المحلل السياسي أن خطاب السنوار يبرهن أن أي نوع من المفاوضات لن يكون إلا تحت النار، وضربات المقاومة، وأي حديث عن استراتيجية المفاوضات هو عبث ومضيعة للوقت، ومؤكداً أن الطريق الأقصر نحو الهدوء هو الاعتراف بحقوقنا، وعلى راسها حق العودة وتقرير المصير.

الضيف يقود

الباحث حمزة إسماعيل أبو شنب رأى أن خطاب السنوار حمل مضامين سياسية متعددة ورسائل مهمة على الصعيد الداخلي والخارجي، أبرزها المرتبطة بالعملية الاستخبارية الفاشلة للعدو.

وأوضح أن تلك الرسالة تحمل بعدين؛ الأول: بأن العملية على الصعيد الميداني انتهت ولكن على الصعيد السياسي لم تنتهِ وعلى العدو دفع الثمن، أما البعد الثاني بأن لدى المقاومة معطيات وأدلة وصورا تهز العدو وحكومته مما يعزز البعد الأول، وتأكيد المؤكد بأن المقاومة قادرة على شل العمق الصهيوني ولا تخشى المواجهة الشاملة.

وبين أبو شنب أن الخطاب أكد على أن كسر الحصار عن قطاع غزة أولوية لا يمكن التراجع عنها وبكل الأدوات، مع تفضيل التفاهمات دون التلويح بالخيارات الأخرى، وهي الأكثر أهمية للوسطاء. 

وأشار إلى أن الوحدة الوطنية أولوية لدى السنوار، على قواعد برنامج المقاومة التي قدمت نموذج غرفة العمليات المشتركة ومسيرات العودة، موضحاً أنه حمل التأكيد على البعد التحريري الشامل لفلسطين المحتلة عام 1948.

ونوه الباحث إلى الضفة الغربية أولوية حاضرة في خطاب قائد حماس ولدى قيادة المقاومة وهي مرتكز مهم في مشروع التحرير، محذراً من أن التنسيق الأمني عار على كل فلسطيني، وبأن من يريد الوحدة الوطنية عليه التخلي عن مشروع التنسيق الأمني.

وأضاف أن الرسائل التي حملها الخطاب مشاريع التطبيع مرفوضة والهرولة العربية لن تؤثر على المقاومة ومشروعها الرافض للاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أن شنب أن الخطاب أظهر حجم الانسجام العالي جداً والتفاهم بينه وبين قيادة كتائب القسام، وعلى رأسهم القائد العام أبو خالد الضيف، والتأكيد على أن الضيف هو من يقود الميدان بعيداً عن كل التهتكات السابقة بالإصابة أو الشهادة، وتعزيز نهج حماس المقاوم منذ ثلاثة عقود.

اخبار ذات صلة