أكدّ عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" د.موسى أبو مرزوق أن جهود وقف اطلاق النار تمت، "لكن هذه العملية بحاجة لقرائتها من زاوية خرى تتعلق بالسلوك الإسرائيلي في عدم احترامه لاي جهد يبذل بتفاهمات او اتفاقات بعهود وعقود".
وقال أبو مرزوق في حديث خاص بـ"الرسالة نت" إن الاحتلال لم يحترم اتفاقيات تبادل الأسرى، ولا تثبيت وقف اطلاق النار عام 2014، "ولا يحترم أي تعهد اطلاقًا وينبغي أن نعي هذا السلوك في التعامل معنا".
وأشار إلى أن عملية الاحتلال في خانيونس، "كانت ذات طبيعة امنية متعلقة بأنفاق وعملاء وخطط امنية كان ينوي هؤلاء التعامل معها".
وأكدّ أبو مرزوق أن الاحتلال كانت مرتبكًا في إدارة المعركة، "فعلى ما يبدو لا يوجد مستوى سياسي مرتبط بالعملية التي تسببت بهذه المعركة".
ولفت إلى اجتماع "الكابينيت" الذي استمر لساعات طويلة ولم يستطع أن يتخذ موقف تجاه المعركة في إشارة الى حجم الارباك في المستوى السياسي بالتعامل مع المعركة.
نرحب بأي اتصالات مع مصر والوسطاء بشأن التخفيف عن غزة والمصالحة
ورأى أبو مرزوق أن الاطراف السياسية متضاربة فهي لا تريد معركة سياسية؛ لأنها تركز في اتجاه التطبيع العربي، فيما تريد الجهات العسكرية تركيز جهودها في الشمال والأمنية في الضفة، و"عليه فإن هذه الجهود المشتتة لا تعرف ماذا تفعل في غزة، فاربكت بشدة ولم تستطع أن تتخذ قرارًا متعلقا بالمعركة".
ولفت إلى أن وزير الحرب افيغدور ليرمان استغل وجود نتنياهو في الخارج وحاول تنفيذ عملية امنية خلف الخطوط، و"عليه فإنه ليس رغبة لدى معظم قيادات العدو الحرب، فلا يرغبون التدحرج اليها وكانت بوجهة نظرهم خطأ كبير".
وأكدّ أن استهداف الاحتلال للابنية المدنية والإعلامية، يؤكد أن المعركة من الناحية الاستراتيجية بدأت خاسرة، وفي نهايتها لم يكسب الاحتلال شيئا وثبت نصرًا استرايتجيًا للمقاومة على العدو في هذه المعركة.
المصالحة
وعن مصير التفاهمات السابقة المتعلقة برفع الحصار عن غزة، فلفت أبو مرزوق إلى أن المصريين كانوا ينوون دعوة وفد من الحركة للحديث حول المصالحة بعد تثبيت التهدئة، والعدوان هو من أعاق الموضوع.
ورجح أبو مرزوق أن يتحرك المصريون مجددا من اجل الحديث حول المصالحة.
وأكدّ ان موقف الحركة وسياساتها الثابتة هو الاستجابة لتلك الدعوات وبذل كل جهد مستطاع لانجاز المصالحة خاصة في هذه المرحلة تحديدا، التي يواجه الشعب فيها من مختلف الجهات مؤامرات متعددة تستهدف اللاجئين والقدس وفي ضوء ما يواجهه من صفقة القرن.
وذكر أن هذه المؤامرة تستوجب تحقيق وحدة شعب وقيادة، وتوحيد المجالس الوطنية، بعيدا عن المهاترات والمزايدات.
وأكدّ ضرورة توحيد الصف وتغليب المصلحة العامة التي تتمثل بإنجاز المصالحة على أسس سليمة وشراكة وطنية يشارك بها الكل الفلسطيني، وتطبيق الاتفاقات خاصة 2011م.
وحول ضرورة رفع السلطة لعقوباتها الانتقامية عن غزة قبل الحديث عن المصالحة، أجاب: "الحديث عن لقاءات مع المصريين حول المصالحة وليس مع الفلسطينيين، ولذلك نقول إذا كان الحديث في الاطار الفلسطيني فمن الممكن أن يكون هناك طرحًا لرفع العقوبات قبل التحدث في أي مسالة".
وأضاف: "نرحب بالاتصالات مع مصر والأطراف الأخرى التي تتواصل في قضية رفع الحصار عن شعبنا والمصالحة بين أجزاء ومكونات شعبنا بدون أي شروط".
وأكدّ أبو مرزوق ضرورة التزام فتح بالتفاهمات التي جرت وتحديدًا التي تم التفاهم عليها في لقاءات بيروت وتفاهمات 2011، والتي تتحدث عن المسائل كافة.
وأشار إلى أن الاتفاقات التي اعقبتها هي جزيئة وليست كلية، "فهي لم تتعرض للتشريعي ولا للاطار الوطني المؤقت ولا مسائل أخرى كالمنظمة والانتخابات".
وأوضح أن هذه الاتفاقات تطرقت فقط لتمكين الحكومة الحالية، "بينما نتحدث نحن عن حكومة جديدة اسمها حكومة وحدة وطنية، ونشدد بوضوح ضرورة تطبيق التفاهمات كافة".
ادراج العاروري
وعرّج أبو مرزوق على قضية ادراج واشنطن لنائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري على قوائم الإرهاب، لافتًا إلى أن واشنطن تضع الكثير من قيادات الحركة في هذه اللوائح منذ اكثر من عشرين عامًا، "وهي ترصد كل قيادي بالحركة وتضعه على قوائم الإرهاب".
واكد أبو مرزوق أن هذه المسألة تشكل ظلمًا كبيرًا لنضال شعبنا وتحيزًا واضحا للعدو.
فتح تطرح تمكين الحكومة فيما نؤكد ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية
وحول ترافق هذه الخطوة مع المعركة الأخيرة، استبعد أبو مرزوق ان يكون هناك علاقة، مشيرا الى ان وضع اسم الشيخ على القائمة مرتبطة باشياء أخرى غير معلومة الدوافع من الأساس، لا سيما وان اسم الشيخ صالح ادرج مع اثنان من قيادات حزب الله .
وقال إن هذه القضية لا ندري ما تفسيرها ولكنه تطور معاد للحركة وخطير ولا يمكن قبوله.
استقالة ليبرمان
وأخيرًا، وفيما يتعلق باستقالة ليبرمان وتهديد نتنياهو بحل الكنيست واجراء انتخابات مبكرة، فأوضح أن هناك اختلافات في الساحة الصهيونية شديدة الوطأة وموضوعاتها مختلفة.
وذكر أن نتنياهو شعر قبل التصعيد بأن لديه شعبية عالية ولو اجرى انتخابات مبكرة فسيكون له فوزًا كاسحًا، فيما الأطراف الأخرى تفضل استكمال الهيئات القانونية التحقيقات مع نتيناهو املا بادانته وبالتالي إخراجه من المشهد السياسي.
وبيّن أن نتنياهو يعتقد انه سيحقق فوزا اذا ما جرت انتخابات مبكرة وسيفوت الفرصة على خصومه، تحديدا في موضوع ادانته بقضايا الفساد المثبتة عليه، فيما يسعى خصومه لادانته حتى يعطوه فرصة للمحاكمات وخروجه من السباق الانتخابي، إلا أن المعركة الأخيرة قلّلت من شعبية حزب الليكود داخل المجتمع الاسرائيلي وهو ما يدفع نتنياهو للحفاظ على ائتلافه الحكومي في هذه الفترة.