قائمة الموقع

مكتوب: كيف سيرمم نتنياهو الردع الاسرائيلي المتآكل؟

2018-11-22T06:50:20+02:00
رامي ابو زبيدة
رامي ابو زبيدة

فشل المخطط الإسرائيلي في خانيونس وقتل ضابط وأصيب آخرون من وحدة "سايرت متكال"، في محاولة خلط الأوراق ومباغتة المقاومة وتسجيل إنجاز نوعي لنتنياهو عقب تأكل قوة الردع الاسرائيلية في مواجهة المقاومة الفلسطينية، وطبيعة رد المقاومة والذي اظهر دولة الاحتلال بحالة من العجز والهشاشة، سقط معها حلم السياسيين والعسكريين باستعادة زمام المبادرة، فاستقال وزير حرب الاحتلال ليبرمان، وثار المجتمع الصهيوني على قيادته لفشلها في مواجهة المقاومة بغزة.

تأكيد نتنياهو المتكرر بعد انتهاء جولة التصعيد الاخيرة، على أن (إسرائيل) لا تزال في أوج معركة لم تنته، وتراجع الوزيرين بينيت وشاكيد عن عزمهما الاستقالة في اللحظات الاخيرة، بعد وعود نتنياهو باستعادة قوة الردع والتعامل مع غزة، كل ذلك يؤشر أن هناك أمرا قد بدأ الاعداد له، وبالرجوع لتاريخ نتنياهو بالعمليات الخاصة ذات البعد الأمني والاستخباري، فإن العمل القادم قد يبدو لي لن يكون بعيداً عن هذا الاطار(تصفيات صامتة داخليا او خارجياً، اختطاف، معلومات متعلقة بأسرى العدو، عمليات على الاراضي السورية، تعطيل جهود ايران النووية) لرغبة منه في عدم التورط والانجرار في حرب مفتوحة غير محسوبة مع قوى المقاومة.

في ظل الشكوك في الجاهزية على المستوى العسكري الذي لم يستكمل العديد من المشاريع الدفاعية كالحاجز الارضي والبحري وقصور القبة الحديدية، بالإضافة لعدم جاهزية الجبهة الداخلية وعدم استكمال تحصين ونقل عدد من الاهداف الاستراتيجية التي قد تكون عرضة لصواريخ المقاومة.

عند الرجوع لاستراتيجية آيزنكوت التي تبناها نتنياهو، نلحظ تركيزها على الاستعداد للحرب الكبرى القادمة، ولكن في الخلفية، القيام بحرب سرية من النوع الذي لا يلزم المقاومة بالرد، ويعتقد العدو انه نجح في ذلك بالتعامل مع ايران وسوريا.

تقديري ان (إسرائيل) في هذه المرحلة غير راغبة وغير جاهزة لحرب طويلة في أي جبهة من الجبهات الساخنة (غزة، لبنان، سوريا) لكن تبعات أي فعل قد يقدم عليه نتنياهو حتى لو كان ذو بعد امني استخباري قد ترتد عليه سلباً في حال فشله، لان المقاومة وهي تستعد لخوض حرب أو معركة، أو مجابهة مع العدو، تفكر بما وراء "التلة" والواقع على الارض يكشف أن هناك قدرات أمنية كبيرة لدى المقاومة تتجاوز الحدود التي كان قد رسمها العدو.

المطلوب من المقاومة اليوم ان تكون حذرة على كل الصعد التي تمس المقاومة بالداخل والخارج وعليها السعي للحصول على افضل المعلومات التي يمكن الحصول عليها عن العدو، والتغلغل في صفوفه بواسطة استخدام الوسائل التكنولوجية والتقنية، من اجل معرفة ما الذي تعرفه وما الذي تريد معرفته، وعلى المقاومة ان تكون قادرة ومستعدة اكثر لمنع التغلغل في صفوفها من قبل استخبارات العدو، لأنه كلما استطاعت تنفيذ عمليات خداع واختراق استخباري ناجح، سيسعى العدو بالمقابل بالرد من خلال اجهزته الاستخبارية لذلك عليها أن تسأل نفسها باستمرار ما هي الاتجاهات المعقولة والاكثر منطقية التي قد يهاجم العدو منها.

اختم ان ما احدثته عملية خانيونس الفاشلة سيلقى بظلاله على وعي صانع القرار العسكري الذي أيقن بعد هذه العملية، حجم الأخطار التي تنتظر قوات النخبة لديه إن استمر في عمليات التوغل خلف الخطوط، وعهدنا على المقاومة الاستعداد واليقظة، وتسديد الضربات لكل غادر.

اخبار ذات صلة