بعد أن نشرت كتائب القسام صور لفريق المهاجمين في عملية خان يونس، بكل تأكيد، فإن خسائر كبيرة مُنيت بها إستخبارات الإحتلال أدت إلى حصول تلف إستراتيجي في عمل هذه المنظومة:
أولاً/الجانب العملياتي:
- حرق أعضاء الفريق المهاجم وهي قوة خاصة يتوجب أن تحيط بها الكثير من السرية التي تعتبر محور نجاحها، وهذا سيؤدي إلى وقف عمل هذا الفريق، وتجميده عن العمل لفترة طويلة من باب معاقبتهم لأنهم تسببوا بالإضرار بهيبة وسمعة الدولة.
- التعرف على طبيعة أنشطتها وسلوكها في تنفيذ أهدافها، وهي أيضاً مسألة في غاية السرية، لأن فهم طريقة ممارستها لتلك المهام يساعد المقاومة إستراتيجياً في التصدي لعمليات مشابهة، وتعمل على إحباطها قبل تطورها .. وهي أهم نقطة تقلق رجال الإستخبارات لدى الإحتلال.
- تفكيك البيئة التي نشط فيها أعضاء الفريق، بما تشمل من التعرف على المتخابرين أو العملاء الذين ساندوا الفريق بالمعلومة أو بمراقبة الطريق أو توفير غطاء لوجستي، وأيضاً الإستدلال على منافذ الدخول والخروج وأماكن الكمون أو الإختباء، وكذلك الأدوات التي استخدمها الفريق من معدات وأجهزة ومركبات.
ثانياً/ الجانب النفسي:
- الفشل الذي لحق بالقوة أضر بالحالة المعنوية للمؤسسة الإسرائيلية من قيادات وقوات موازية وسكان، فكان صادماً لهم دون إستثناء، حيث تتحطم صورة القوة أمامهم وتستبدل بصورة الإنكسار وهم عاجزين أما عملية #حد_السيف .. الأمر الذي استدعى تحرك الرقابة العسكرية لحظر النشر حول ما كشفته كتائب القسام من علامات وحقائق وصور مثلت إختراق لمعايير النشر المتبعة لدى الإحتلال في هذه القضية الحساسة.
- كما أنه من الطبيعى أن يصاب أعضاء الفريق بحالة إضطراب نفسي وقلق كون صورهم عُلقت كمطلوبين الأمر الذي يُشرد بهم من خلفهم في حال أرادوا تكرار العملية .
كل ما ذكرته في السابق، يمثل فشل إستراتيجي نتيجة الآثار والنتائج الخطيرة والصادمة، ما يدفع الإحتلال لإعادة تقييم الموقف حول الحادثة للوصول لخلاصات أهمها-بإعتقادي- الإطاحة بالقيادات المشرفة على تلك العملية لأنها هي من تسببت بهذا التلف الجسيم في منظومة إستخبارات تعتبر نفسها على قدر عال من المهنية الناجزة .
الخبير الأمني أ. محمد أبو هربيد