مع اشتعال شرارة انتفاضة الحجارة، انطلقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في 14 من ديسمبر، فألهبت شعلة الانتفاضة وزادت من عنفوانها، وأضحت مفصلاً مهماً ومحطة مضيئة في مسيرة الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال.
تحيي حماس الذكرى ال 31 لانطلاقتها وقد مرت بمراحل مختلفة زاوجت فيها بين العمل الدعوي والعسكري والسياسي والفكري والثقافي، وتلقت خلالها ضربات قاسية ظن أعداؤها أنها النهاية، لكنها انتصرت على كل ضربة، وخرجت أصلب عودا.
وتمتاز انطلاقة هذا العام بأن حماس ستحتفي بانطلاقتها وقد أحدثت فجوات كبيرة في جدار الحصار الإسرائيلي، متباهيةً بـعملية "حد السيف" التي استطاعت من خلالها حماية الجبهة الداخلية من مكر الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي جدد الثقة بها حامية لمشروع المقاومة.
انتصارات العودة والسيف
"مقاومة تنتصر وحصار ينكسر" هو عنوان الاحتفال بذكرى الانطلاقة الحادية والثلاثين لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي أطلقت باكورة فعالياته بمؤتمر صحفي من أمام بيت المؤسس الشيخ أحمد ياسين.
القيادي في حركة حماس أسامة المزيني أعلن في مؤتمر صحفي عن بدء الفعاليات المختلفة والمتواصلة للانطلاقة استعدادًا ليوم الحفل الأكبر الذي سيقام في 16/12 في ساحة الكتيبة الخضراء بمدينة غزة.
وقال: "انطلاقة هذا العام تأتي استكمالاً لانتصارات شعبنا المباركة بمسيرات العودة والمقاومة الباسلة في كل المواقع والميادين، والتي كشفت أكذوبة هذا الجيش الجبان وفضحت إجرامه وعنجهيته".
وأشار المزيني إلى أن انطلاقة حركة حماس قبل 31 عامًا شكلت رافعة لمشروع مقاومة المحتل واستعادة الحقوق، سطرت خلالها حماس وشعبنا الفلسطيني أروع الأمثلة في التضحية والصمود والعطاء.
وأثنى في ذكرى الانطلاقة على المقاومة التي سجلت الإنجازات الرائعة في كل جولاتها وصولاتها، وليس آخرها عملية حد السيف، والتي ما زالت هزاتها السياسية والأمنية والعسكرية تتفاعل بقوة داخل الكيان الإسرائيلي.
وشدد القيادي في حماس على أن مهرجان الانطلاقة يؤكد أن الحركة التي انطلقت لتفجر الانتفاضة، وتقود جماهير شعبنا في مواجهة المحتل محافظة على الثوابت، رافضة التفريط والتطبيع، متمسكةً بالبندقية ووحدة الصف، حريصةً على العمق الاستراتيجي لمحيطنا العربي والإسلامي.
فعاليات خدماتية
محمد الجمل مدير المكتب المركزي لجهاز العمل الجماهيري أكد أن ما يميز فعاليات انطلاقة هذا العام الحملات الخدماتية والتطوعية، والتي تحمل رسالة لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني، والوقوف إلى جانبه حتى تحريره من دنس الاحتلال.
وقال في حديث لـ "الرسالة": "إن جميع الأنشطة والفعاليات التي ستقيمها الحركة ستتميز بالطابع الخدماتي والعمل التطوعي، مثل تنظيف الشوارع والمفترقات العامة، وتشجير وتزيين الطرقات، وزيارات المستشفيات والمرضى، وحملات التبرع بالدم".
وأضاف الجمل: "الفعاليات ستشمل أيضاً زيارات لأسر الشهداء والجرحى عامة، وشهداء وجرحى مسيرات العودة وكسر الحصار على وجه الخصوص.
وبين أن حماس بعد 31 عاماً على انطلاقتها من رحم الشعب الفلسطيني، ما زالت على موقفها من دعم شعبها وإسناده، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة، ومع استمرار الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة.
ونبه الجمل إلى أن الترتيبات جارية على قدم وساق ليوم الاحتفال الأكبر الذي سينظم في 16/12 في ساحة الكتيبة، مضيفاً أن فرقة الوعد للفن الإسلامي أكدت مشاركتها في هذا الحفل، كما تم إعداد الفقرات الفنية الخاصة بالحفل، وهم في إطار الترتيبات الفنية والتنسيق مع الجانب المصري للسماح لهم بدخول القطاع.
وأشار مدير المكتب المركزي للجماهيري أن الاحتلال حاول فض الجماهير من حول حماس، مستخدماً بذلك الحروب التي شنها على القطاع، إضافة إلى فرض الحصار والتهديد والتخويف، لكنه فشل في ذلك فشلاً ذريعاً.
وأردف أن مهرجان الانطلاقة ال 31 يؤكد أن شعبنا الفلسطيني ما زال يحتضن هذه الحركة، ومستمر في دعم خيار المقاومة، ومشروعها حتى دحر الاحتلال واستعادة الأرض، كما يمثل رسالة طمأنة للشعب الفلسطيني أن حماس ما زالت محافظة على الثوابت الفلسطينية.