أكد القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان، أن حركته أبدت موافقة على الورقة المصرية التي قدمها الأشقاء في مصر، وتنتظر ردًا فتحاويا رسميا عليها.
وقال حمدان لـ"الرسالة نت" إنّ الورقة تتضمن نقاط الحوار حولها بصورة صريحة وواضحة، وينطلق من حرص الحركة على إنجاز المصالحة، و"تركنا الورقة بعد الموافقة عليها في عهدة الأشقاء بمصر وهم من يتابعون مواقف الأطراف الأخرى".
وذكر أن الطرف الآخر مطلوب منه أن يقدم جملة من الإجابات حول موضوع المصالحة، "رغم استباقه الأمر وإعلانه عبر الإعلام أنه لن يقبل أو يوافق عليها"، مضيفا: "لسنا بوارد الدخول في سجال حول الموضوع ما لم تصل إجابات رسمية من الطرف الآخر".
واستدرك بالقول: "أن تتعطل الإجابات أو يجري تعطيلها من طرف فتح فهذا يخصها ونأمل من باب الحرص على مصالح شعبنا ألا تتأخر في تقديم رد إيجابي يدفع المصالحة قدما".
وبيّن أن القاهرة لن تتوقف مساعيها الرامية لتخفيف الأوضاع الإنسانية في القطاع والمسار الآخر المرتبط بالعدو، "ففشل المصالحة لا يعني فشل المسار الآخر".
وأشار إلى وجود حرص مصري على نجاح المصالحة، "وهي تظل شأنا داخليا ينظر إليه الفلسطينيون على أنه تعطيل لمسار وطني وهدم لمحاولة بناء موقف يستنهض الحالة الفلسطينية".
وأكدّ أن إنجاح الجهد المصري في المصالحة "لا يتحقق بإرادة طرف واحد مهما كان كبيرا، في وقت يوجد فيه طرف آخر لا يريد لهذا الجهد النجاح أو لا يتجاوب بالصورة الكافية".
وشدد حمدان على أن حركته "معنية باستمرار الجهد وستبذل كل ما بوسعها لإنجاحه"، مستدركًا: "مع ذلك لن نبقى في محطة الانتظار ولن نضع أنفسنا في دائرة الإحباط رغم كل محاولات الإفشال".
وتابع: "واهم إذا اعتقد البعض أنه بإفشاله للمصالحة فإنه بذلك سيعطل مسارنا، بل سيتواصل مهما كانت العقبات والمحاولات".
وحول مصير المبادرات التي تقدمت بها شخصيات فلسطينية، أوضح أن هذه المبادرات انطلقت في واقع فلسطيني متأزم، "وكل طرف يحاول ان يدفع الأمور للتقارب والوصول الى حل".
وأشار إلى أن حركته قدمت جملة من التنازلات وتفهمت الحركة أن أي موقف لا يتعارض مع القضية والشعب فلا بأس بتقديم مرونة فيه، "ويجب أن يكون هناك إصرار على الدفع تجاه نجاح المصالحة، وإذا ما بدا طرف ما يصر على الإفشال فحينها لكل حادث حديث".
وبشأن جهود التهدئة المبذولة، أجاب: "ليس هناك ما يمنع المضي به قدما، بل من الطبيعي أن يمضي، وبدل الحديث عن التفاصيل علينا أن نتابع تحولها لتكون حقائق على الأرض".
وعرّج حمدان على فشل تمرير المشروع الأمريكي المندد بالمقاومة للتصويت عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرًا ان القرار من أساسه يعبر عن إصرار امريكي للشراكة الكاملة في العدوان على الشعب الفلسطيني".
وذكر أن خطورة القرار هي انتقال واشنطن من خانة الدفاع عن الكيان ورعايته ماديا وسياسيا، إلى الشراكة الكاملة معه سياسيا وماديا.
وذكر أن القانون يغطي جرائم الاحتلال ويجرم الدفاع المشروع عن النفس، سواء كان على صعيد المقاومة أو الأفراد، "وهذا أمر مقلق يجب أن يرعى انتباه كل الأطراف التي تظن في لحظة ما أن أمريكا يمكن أن تكون طرفًا نزيهًا يمكن التعامل معه بمبدأ العدالة في القضية الفلسطينية".
وشدد على ضرورة الا يتم التوقف عند حدود ما جرى في الأمم المتحدة، "بل وضع حد للسلوك الأمريكي والضغط على المستوى السياسي لإعادة نظره في الانحياز والشراكة الكاملة في العدوان ضد شعبنا".
وأشار إلى ضرورة إجراء دراسة معمقة فلسطينيا لبحث الأسباب التي شجعت الأمريكي لإدانة المقاومة في ضوء الانقسام الحاصل في الواقع الفلسطيني الذي سهل لواشنطن اتخاذ مثل هكذا خطوات.
وقال "يجب الا نقرأ السلوك الأمريكي بمعزل عن الأسباب التي شجعته لارتكاب هكذا جريمة بحق القضية الفلسطينية".
وتعليقا على الموقف السعودي المندد بالمقاومة الفلسطينية، أجاب: "لا شك هذا خلل في الدرجة الأولى بالموقف العربي، الذي لا يستطيع ان يميز بين المعتدي والمعتدى عليه أو قرر أن يساوي بين المجرم والضحية".
وذكر أن "هذا الموقف لن يخدم مصالح هذه الأطراف على المستويين القريب والمتوسط، خاصة إن اعتقد أنه بذلك الموقف ربما يقدم خدمة لمصالحه أو أنه سيرضي عنه طرفا ما فهو واهم".
وأشار إلى أن هذا الموقف لن يرضي الاحتلال ولا إدارة ترامب، "ولكنه سجل فقط عليه وهناك سؤال كبير للشعوب حول مدى الثقة التي تمنح لمثل من يقوم بهذا العمل".
جولة الحركة
وتطرق حمدان لزيارة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية للخارج، "فهناك جولة زيارات ستغطي مساحة معتبرة من الدول التي تربطنا بها علاقات سياسية جيدة، ونعمل على ترتيب ذلك ونأمل أن تنجز في أقرب وقت".
وأشار إلى حرص الحركة على الانفتاح تجاه كل الأطراف والقوى بقدر ما يكون موقفها إيجابيا من القضية الفلسطينية، "وحريصون على دعم الجميع، وهناك من يدعم القضية دعما غير محدود ولأسباب متعددة وتتفاوت من طرف لآخر".
وأضاف: "في المحصلة النهائية حريصون أن تكون العلاقة مع الجميع في أفضل صورها وهذا عامل مؤثر في جولة الزيارات".
وفي تفاصيل الدعوة الروسية لقيادة الحركة، أوضح أن الروس بذلوا جهدًا في محطات مختلفة بشأن ملف المصالحة وهم حريصون على الجهد المصري أن يبلغ مداه، وألا يكون هناك أي تقاطع سلبي معه.
وذكر أن المصالحة ستكون أحد محاور الزيارة طبقا لمضمون الدعوة التي وجهت لقيادة الحركة.
وحول تداعيات التوتر على الجبهة الشمالية للكيان، أكد أن هذا العدوان يمارسه الاحتلال ضد الجميع بطريقة منهجية، "والإسرائيلي يتعامل مع المشهد على قاعدة أن من لم يطله العدوان اليوم سيطاله غدا".
وذكر أن الاحتلال يريد إبقاء المنطقة ضعيفة هشة، لكنه لن يكون مفيدا له وسيجد نفسه أمام خطأ كبير.
ووجه القيادي البارز في الحركة رسالة في ذكرى مشارف انطلاقة الحركة الـ31، حيث اكدّ أن الحركة وقبل كل شيء انطلقت وقبلها سجل حافل من نضال الشعب الفلسطيني، وهو ما ميزها إذ لم تختزل النضال في نفسها بل نظرت وبكل وضوح انه مسار وطني مشترك وأن الحركة جزء أصيل منه".
وأكدّ أن الحركة لا تزال تؤمن بنفس الرسالة كاملة من البحر للنهر، "ما زلنا مقتنعين ومؤمنين أن الضغوط التي تسلط على شعبنا لا يمكن بحال ان تنتزع ارادته وتعطلها وما جرى من مواجهات مؤخرا أكد استعداد المقاومة وجهوزيتها لخوض أي مواجهة تفرض عليها بكل اقتدار وقوة، بل ومستعدة لتحقيق انتصارات في المواجهة على الأرض".