شارك فيها ألف متطوع

مكتوب: (هترجعلك).. مبادرة لتنظيف ميناء غزة براً وبحراً

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة-محمد شاهين

بعمق مياهه الضحلة، وصل رامي مقداد وفريق من الغواصين المتطوعين بمجموعة الغوص الحر التابع للاتحاد الفلسطيني للسباحة والرياضات المائية، لإخراج الشوائب والقاذورات الصلبة المنتشرة في ميناء غزة البحري، سواء كان مصدرها مخلفات يلقيها المواطنون، أو مصب المياه العادمة المثبت على شاطئها.

 مهمة حفتها المخاطر ألقيت على عاتق قرابة الـ 30 شابا ممن يحترفون الغوص، كون المياه الملوثة تعيق رؤيتهم عند النزول للعمق، وإخراج شباك الصيد البالية وصفائح الحديد المقدر وزنها بالأطنان ليس بالأمر الهين، إلا أن ذلك لم يكن مستحيلاً بعد نجاحهم في تحقيق جزء من أهداف المبادرة الأولى من نوعها في قطاع غزة الثلاثاء الماضي.

وبالتوازي مع إخراج النفايات من عمق الميناء، شارك قرابة الـ 1000 متطوع في نفس المبادرة التي أطلق عليها "حترجعلك"، بدعم من منظمة الإغاثة الإسلامية، إذ توزع المتطوعون في أنحاء الميناء لتنظيفها، بينما حمل عدد منهم لافتات تحث على الامتناع عن إلقاء المخلفات والمحافظة على نظافة الميناء.

يحكي رامي مقداد رئيس لجنة الغوص الحر في الاتحاد الفلسطيني للرياضات المائية، أن هدف المبادرة ترسيخ مبادئ الحفاظ على البيئة البحرية وحمايتها من التلوث، لا سيما أنها المتنفس الوحيد لأهالي قطاع غزة الذين يعيشون واقعاً صعباً في ظل الحصار الإسرائيلي الممتد منذ 12 عاما.

ويضيف مقداد، في حديثه مع "الرسالة"، "على الرغم من نقص المعدات الثقيلة اللازمة للقضاء على القاذورات الصلبة التي تلوث حوض ميناء غزة البحري، إلا أن الفريق المبادر حرص على إزالة أكبر كمية منها لمنع المزيد من التدهور الذي يطغى على المياه الملوثة من خلال الإمكانيات المتواضعة المتاحة".

تلوث كارثي

بدوره وصف د. أحمد حلس، الخبير والاستشاري في قضايا المياه والبيئة وصاحب فكرة مبادرة تنظيف حوض "الميناء"، وضع ميناء غزة (بالكارثي)، إذ يراقبون منذ سنوات حجم التلوث الذي ينتشر إلى مياه البحر بسبب إلقاء القاذورات والمياه العادمة داخل الحوض.

وأوضح الذي كان أحد الغواصين المبادرين لإخراج القاذورات، أن ما يضاعف تلوث الميناء كونها منطقة مغلقة تفرغ سفن وقوارب الصيد جميع مخلفاتها الصلبة التي أبرزها شباك الصيد وحبال.

ومضى بالقول "هذه المخلفات تعيش ألف سنة حتى تتكسر إلى قطع صغيرة تنتهي بالدخول إلى الكائنات الحية وتتحول إلى سموم تصل إلينا من خلال الأسماك ومياه السباحة في فترات الاصطياف".

ونبه حلس أن الميناء يحتوي على العديد من البتروكيماويات التي تتكسر لتصل إلى الأسماك وتعيق الحياة البحرية، وأشار أن أنواعا عديدة من المخلفات موجودة في حوض ميناء غزة وعلى رأسها "البلاستيك والبوليفيناين والبروبانول والبولي ايثينيل وفينايل إضافة لأنواع كثيرة من البتروكيماويات".

المبادرات مستمرة

بدوره، قال أحمد أبو عبدو، مسؤول مشروع مبادرة حماية البيئة في الإغاثة الإسلامية، "إن المبادرة تهدف إلى تعزيز الثقافة المجتمعية بأهمية النظافة والمحافظة على حوض الميناء من التلوث، كما أنها حرصت على تنظيف الحوض براً وبحراً".

وأضاف أبو عبدو أن "المبادرة قسمت لثلاث مهمات، وهي تنظيف مياه الحوض بمشاركة 30 غواصاً، وتنظيف المساحة البرية من القاذورات الملقاة في كل مكان، بالإضافة إلى تشكيل سلسلة بشرية تحمل لافتات تطالب بالمحافظة على البيئة وحمايتها"، موضحاً أن المبادرة نفذت بمشاركة 10 مؤسسات وبمساهمة من بلدية غزة.

وبين عبد الرحيم أبو القمبز، رئيس دائرة الطوارئ في بلدية غزة أن تلوث المياه في ميناء غزة سببه إلقاء النفايات الصلبة ما يسبب الكثير من الملوثات العضوية التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق الأسماك والسباحة، مؤكداً أن هذه المبادرات ستستمر حتى يكون حوض الميناء وشارع الميناء نظيفا، مبينا أنهم في بلدية غزة أعطوا التعليمات من أجل الاستمرار في تنظيفه.

البث المباشر