قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: "أمان": قابلية تفجر الأوضاع عند الحدود الشمالية مرتفعة

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت - وكالات

دخول عملية "درع شمالي" التي ينفذها جيش الاحتلال عند الحدود مع لبنان أسبوعه الثاني، اليوم الثلاثاء، تعالت تقديرات في إسرائيل مفادها أن هذه عملية عسكرية فعلا، قد تتسع ولا تقتصر على الادعاء الإسرائيلي بكشف وتدمير أنفاق حفرها حزب الله، وتمتد من الجانب اللبناني إلى الجانب الإسرائيلي.

وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان")، تمير هايمن، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، اليوم، إن "احتمالات حرب في الجنوب أو الشمال ضئيلة"، لكنه أردف أن "احتمال ديناميكة تدهور تقود لحرب يرتفع"، وأن "قابلية تفجر الأوضاع عند الحدود الشمالية مرتفعة"، حسبما نقلت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي عن أعضاء كنيست شاركوا في اجتماع اللجنة.

وأضاف هايمن أن "لدى حزب الله قدرات إطلاق نيران غير دقيقة منذ سنوات، لكن ليس بحوزته قدرة على تحويل وصنع أسلحة (صواريخ) دقيقة". وبحسب رئيس "أمان" فإن "الهزات الإقليمية توشك على الانتهاء وأحدثت تغير كبير، تكمن فيه فرص إلى جانب مخاطر في جميع الجبهات".

وتطرق هايمن إلى التطورات في سورية، وقال إن "إسرائيل مصرة على إبعاد إيران وحزب الله من منطقة هضبة الجولان". وادعى أن "ثمن التموضع الإيراني في سورية يثير خلافات بين قيادة صناعة القرار في إيران، ولذلك نلاحظ وجود توجه للجم وتقليص (الوجود الإيراني) الميداني بعشرات النسب المئوية". ويشار إلى أن اجتماعات لجنة الخارجية والأمن التي يجري فيها استعراض تقارير من هذا النوع تبقى سرية، لكن أعضاء كنيست يسربون جزءا مما يقال فيها.  

ورأى المحلل العسكري في "شركة الأخبار" (القناة الثانية سابقا)، روني دانييل، أن إرسال وفد من الجيش الإسرائيلي برئاسة قائد شعبة العمليات، أهارون حليفا، إلى موسكو من أجل لقاء نظرائهم الروس، هو مؤشر لتصعيد محتمل.

وقال دانييل إن "لإسرائيل مصلحة كبيرة في تجنيد روسيا إلى جانبها، والسؤال هو ما هو هدف هذا الوفد؟ الإجابة الأولى هي أن الحديث يدور عن إطلاع الروس وحسب (على سير العملية). والإجابة الثانية هي أن الحديث يدور عن الإعداد لشيء ما أكبر يمكن أن يتطور في منطقة الحدود".

قوات لبنانية متأهبة

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن عملية "درع شمالي" دخلت مرحلة أصبحت فيها قابلة للاشتعال، وأن "هذه العملية التي وُصفت في البداية باستخفاف معين كعملية هندسية دفاعية وأهميتها ضئيلة، وصلت الآن إلى مرحلة حساسة أكثر".

واعتبر أنه "يلاحظ أن حكومة لبنان بدأت تبلور سياسة رد فعل للخطوة الإسرائيلية. وفي الأماكن التي تحفر فيها قوات الجيش الإسرائيلي قرب الحدود، تجري مقابلهم الآن دوريات للجيش اللبناني. ويتصاعد التوتر خصوصا، ومعه احتمال حدوث خطأ يتطور إلى اشتباك، في الأماكن التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي داخل ’الجيوب’. وهذه مناطق تقع شمالي الجدار الحدودي، لكن إسرائيل تدعي سيادتها عليها بموجب قرار الأمم المتحدة".

وأضاف هرئيل أنه "في هذه المواقع لا يفصل حاليا أي سور أو جدار بين القوات الإسرائيلية واللبنانية. وفي عدة أماكن، مدّ الجيش الإسرائيلي أسلاكا ترسم خط الحدود بدقة. لكن الصورة من الجانب اللبناني، ومن قرية ميس الجبل على سبيل المثال، تحكي القصة المركزية للأيام الأخيرة: يظهر فيها جنود لبنانيون، يحملون بنادق وقذائف مضادة للمدرعات، بينما في الجانب الآخر للصخرة تعمل حفارة إسرائيلية. ويحاول جنود قوة يونيفيل التابعة للأمم المتحدة أن يشكلوا عازلا بين الإسرائيليين واللبنانيين، وعلى ما يبدو أن أفراد حزب الله يراقبون عن قرب. ويوجد هنا وصفة لانفجار محتمل".

ولفت هرئيل إلى عدة اشتباكات دارت بين قوات إسرائيلية ولبنانية على خلفية عمليات نفذتها إسرائيل في هذه "الجيوب" في الماضي، بينها اشتباك وقع في العام 2007، "عندما أصرت إسرائيل على بدء فرض وقائع في أحد الجيوب". واشتباك آخر وقع في العام 2010، وقُتل فيه ضابط إسرائيل برتبة مقدم بنيران جنود لبنانيين.

وأن هذه العملية التي وُصفت في البداية باستخفاف معين كعملية هندسية دفاعية وأهميتها ضئيلة، وصلت الآن إلى مرحلة حساسة أكثر".

العملية ستستغرق شهورا

بحسب المحلل العسكري في موقع "واللا" الالكتروني، أمير بوحبوط، فإن قيادة الجبهة الشمالية "استعدت بإجراء قتالي" منذ أكثر من لعملية "درع شمالي". وجرت هذه الاستعدادات بشكل سري للغاية، وشملت سلسلة تجارب هندسية في تربة صخرية.  

وأضاف بوحبوط أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، طلب الانتقال من المرحلة السرية إلى العلنية في الصيف الماضي، لكن قائد "تشكيلة الجليل" في الجيش، رافي ميلو، طلب مهلة لشهور أخرى من أجل تطوير الخبرة للكشف عن أنفاق.

وبعد الكشف عن نفقين، بحسب ادعاء الجيش الإسرائيلي، تجري حاليا دراسة إمكانية شراء روبوتات خاصة للتعامل مع أنفاق. ويرجح حاليا أن عمليات الحفر عند الحدود، التي تنفذها قوات عسكرية وشركات مدنية، ستستمر شهورا. ونقل بوحبوط عن ضباط في قيادة الجبهة الشمالية قولهم إنه "كنا نعرف أن الحديث عن تحد معقد. واستعدينا لهذا الأمر، لكن هذا لن يستغرق أسابيع كما هو الاعتقاد. ولدينا هنا شهورا من العمل".   

المصدر:عرب48

البث المباشر