طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

مكتوب: حماس31.. ملحمة فكرية

الكاتبة: سميرة نصار
الكاتبة: سميرة نصار

بقلم: سميرة نصار

خرج التصريح الأول في الميثاق ، ليعلن عن نشأة حركة فلسطينية  مقاومة ، حمل قواعدها شخوص قلال في العدد كبار في العمل لم تكتب سطور البيان بحبر القلم ولكنه كتب بتفاصيل الهم الفلسطيني  ،  حدد معالم الفكر والغراسة  والحراثة والممارسة وكما جاء في البيان الأول (الميثاق ) "لما نضجت الفكرة  ونمت البذرة وضربت النبتة جذورها في ارض الواقع  بعيدا عن العاطفة المؤقتة والتسرع المذموم انطلقت  حركة حماس" ، وكان ذلك في الانتفاضة  الاولى 14/12/1987 حيث شكل انطلاقها أكبر العلامات الفارقة في الانتفاضة ، وقبل أن تعلن الحركة عن نفسها  باسم حماس كانت تعمل على الساحة الفلسطينية تحت أسماء مختلفة  ولكن كان لابد من خروجها رسميا باسم رسمي,  وميثاق يحدد ملامحها الأيدلوجيا بشكل رسمي أيضا .. عملت حماس تحت مظلة الميثاق حتى بلغت من عمرها التليد تسعة وعشرون عاما ونيف ومن ثم أعلنت عن وثيقتها الجديدة في 1/5/2017.

فقد لاحظ العديد من كوادر حماس، منذ فترة مبكرة، أن صياغة الميثاق جاءت على عجل، وأن حركة وطنية إسلامية مقاومة تطمح لقيادة الشعب الفلسطيني، عليها أن تتبنى مواقف عبر صياغات تليق بكل ما تمثله الحركة  ،ودارت نقاشات داخل  أروقة حركة حماس السياسية المختلفة ، وفي داخل وخارج  فلسطين وكذلك السجون أيضا  حول امكانية تعديل الميثاق،  وكما يذكر رجالاتها أن مخيم مرج الزهور جمع أول مائدة تشاورية  لتعديل الميثاق وذلك في عام 1993 ،عام إبعاد معظم نخب الحركة الى خارج  حدود الوطن .

كانت  أهم المحطات في ملحمة حماس التاريخية  والتي دفعتها الى سير قدما لتعديل ميثاقها حينما همت حماس لدخول الانتخابات لتكون جزء من المسار السياسي  وفازت بأكثر من ثلثي الأصوات و فاجأت المجتمعين العربي والدولي بتلك النتائج ليبدأ دق طبول الحروب السياسية والاقتصادية والعسكرية  عليها و لتُشوه الديمقراطية التي غنوا لها في محافلهم  مرارا وعملوا  على  وأدها بجانب صندوق الاقتراع  لتتعرض حركة حماس سريعا  لمؤامرات  داخلية وخارجية  لأنها تمسكت بالثوابت  ورفضت خارطة طريق  يضيع معها حلم الفلسطيني  ويزيد من خلال بنودها همه ، فتوجهت لها فوهات الاتهامات ووضعت في قفص الارهاب وهي براءٌ بفكرها وممارستها منه ،وبسبب  تلك الضغوطات الدولية عليها كان لابد أن  تبري ذاتها من قائمة الارهاب لتستطيع الوصول الى رؤيتها الحقيقية ان حركة حماس هي حركة عالمية  فكان لابد من لبس الوجه الذي بإمكانها أن تتعامل مع الجميع من خلاله  ، كما أن حركة حماس  نضجت فكريا عن عام 1987 عام التأسيس والانطلاق  بأفرادها وتجاربها  وامتداد شبكة علاقاتها الخارجية  ،فرست الى الإعلان عن صيغة أخرى تبين هويتها المعتمدة  وتظهر هذا النضوج الذي كان من صنع أزمات الزمن و قررت اعتبار الميثاق الأول  محطة من محطاتها أوصلها الى وثيقتها الجديدة  بعد ثلاثين عاما من العمل  والتضحية. ليكون لها الأحقية في حمل زمام المشروع الفلسطيني عبر المجتمع الدولي

واليوم وحركة حماس تتهيأ لإنهاء العام الواحد والثلاثين تحمل في قلبها كل الأماني بأن تستطيع أن تصل بمشروعها الوطني الي بر الأمان وأن ينتهي غول الحصار ويلتئم البيت الفلسطيني ليكون لديها الفرصة للتحرير والبناء.

 

البث المباشر