يُخفي القدر أحيانا ترتيبات في غاية التعقيد لدرجة يصعب على المرء فهمها، لكن النتائج النهائية تترك الإنسان فاغرا فاه سواء كانت إيجابية أو سلبية.
وكان القدر رحيما بجمهور ليفربول الذي يشعر بالرضا الآن, بعدما ساعدتهم الترتيبات في الحصول على واحد من أفضل الحراس في العالم حاليا.
الحقيقة أن مشجعي "الريدز" باتوا ممتنين حاليا للحارس الإيطالي المخضرم جانلويجي بوفون، الذي ساهم دون أن يدري وبشكل غير مباشر على الإطلاق في إتمام ليفربول لواحدة من أهم صفقاته خلال الأعوام القليلة الماضية, بالتعاقد مع حارس المرمى البرازيلي الواعد أليسون باكير.
كيف وصل؟
بعد أعوام من المعاناة بسبب تذبذب مستوى سيمون مينيوليت والأداء المتواضع للوريس كاريوس، قرر ليفربول وضع حد لضعف مركز حراسة المرمى لديه، ليظفر الفريق الإنجليزي العريق أخيرا بالحارس الأساسي لمنتخب البرازيل في موسم الانتقالات الماضي مقابل 67 مليون جنيه إسترليني، لكن هذا كان الفصل الأخير من القصة وليس الأول.
كان الغموض يلف مسيرة أليسون الاحترافية في مرحلة معينة، فلم يكن أفضل حارس مرمى، وبعدما أصبح لاعبا محترفا في 2013 جلس اللاعب طوال 18 شهرا احتياطيا لشقيقه الأكبر مورييل في نادي إنترناسيونال، قبل أن يصبح الحارس الأساسي بحلول 2015، إلا أن انتقاله لأوروبا كانت تحيط به الشكوك.
في 2015، قرر المدير الرياضي لروما الإيطالي والتر ساباتيني استقدام أليسون، إلا أن الفريق لم تكن فيه أماكن شاغرة للاعب غير أوروبي، وانتظر "الجيلاروسي" عاما كاملا كي يحيي المحادثات من جديد، وتدخل يوفنتوس في الصفقة محاولا خطف اللاعب من فريقه وقتها مقابل مبلغ مغر هو 7.2 ملايين إسترليني.
ولكن أليسون صفع بطل الدوري الإيطالي برفض عرضه بسبب وجود بوفون الذي اعتبر الحارس الشاب أنه لن يكون ندا له، وبالتالي لن يحظى بأي فرصة لحراسة عرين "البيانكونيري"، ولم يكن راغبا في تكرار تجربة الجلوس احتياطيا، الأمر الذي دفع "اليوفي" لضم نوربيرتو نيتو حارس مرمى فيورنتينا بدلا من أليسون.
الإبداع مع روما ثم الرحيل
أمضى الحارس الشاب عاما آخر مع إنترناسيونال قبل أن يتمم انتقاله لفريق العاصمة الإيطالية في 2016، لكن وصوله أثار حفيظة الحارس فويتشيك تشيزني الذي قدّم في 2016-2017 موسما استثنائيا، قبل أن ينتقل ليوفنتوس وهو ما مثّل فرصة ذهبية لأليسون ليفرض نفسه على حراسة مرمى روما، وبعدها بـ12 شهرا ينتقل لليفربول.
وتألق أليسون بشدة منذ وصوله إلى "الريدز"، إذ لم تهتز شباكه سوى 6 مرات فقط على مدار 16 مباراة، كما لفت الأنظار بشدة بسبب تصديه الإعجازي لتسديدة أركاديوز ميليك لاعب نابولي الإيطالي في مباراة الأسبوع الماضي, التي كان يتعين على ليفربول الفوز بها للتأهل لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.