مكتوب: ساسة أردنيون: حماس عصية على الذوبان وقدمت نموذجًا للمنطقة

الأمل كبير وعظيم من الشارع العربي عموما والفلسطيني خصوصًا تجاه حركة حماس
الأمل كبير وعظيم من الشارع العربي عموما والفلسطيني خصوصًا تجاه حركة حماس

الرسالة – محمود هنية

أشاد سياسيون وأحزاب أردنية بتجربة حركة "حماس" في ذكرى انطلاقتها الواحدة والثلاثين، مؤكدين قدرة الحركة على الحفاظ على القضية الفلسطينية من الذوبان والضياع، وحرصها على الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وأكدّ المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمون بادي الرفايعة أنّ الحركة أثبتت ومنذ انطلاقتها أنها عصية على التنازل والبيع، و"ثبتت رغم كل المحطات التي تعرضت لها، وحافظت على مبادئها التي اتبعتها منذ ثلاثين عامًا".

وقال الرفايعة لـ"الرسالة" إن الحركة لم تنزلق لما انزلقت إليه بعض الفصائل في أتون التنازلات، كما أنها تمتعت بمرونة عالية واعتدال كبير في مواقفها السياسية، ولم تتعامل مع الأطراف بطريقة عدمية.

وذكر أنّ الحركة نجحت في اختراق الطوق المفروض عليها سياسيا من خلال التواصل الإيجابي مع الأطراف المختلفة، ما جعل منها حركة كبيرة ومقبولة رغم العداء الصهيوني وأطراف إقليمية لها.

ورأى أن العداء الأكبر للمقاومة نابع مكان بسببن موقفها الثابت، "ورغم ذلك نجحت في علاقاتها وبناء خطوط التواصل مع الجميع، وتمسكت بمواقفها رغم كل ما تعرضت له".

من جهته، أكدّ المتحدث باسم حزب الوسط الأردني محمد القضاة أن حركة حماس أعادت للقضية الفلسطينية أهميتها وحيويتها، وتصدت للعدوان، وأحيت القضية بانتفاضاتها المتكررة.

وذكر القضاة لـ"الرسالة" أن الفلسطينيين استجابوا لحماس؛ لأنها أحيت في نفوسهم المقدسات الإسلامية، "إذ يفخر بها كل عربي ومسلم، وهي التي أبقت جذوة الصراع مشتعلة واستطاعت أن تجعل الصلف الصهيوني بلا قيمة".

من جانبه، أكدّ أمين عام حزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب أن الحركة تحتاج لبذل المزيد من الجهد بغية إنجاز الوحدة الوطنية، خاصة وأن الأخيرة كانت كلمة السر لانطلاق الانتفاضتين، و"نحن بأمسّ الحاجة لها لاندلاع انتفاضة ثالثة تقلب الطاولة في مواجهة الصهاينة".

وقال ذياب لـ"الرسالة"، من عمان، إن الاستهداف الأمريكي وبعض أطراف الإقليم لحماس لا ينفك عن فكرة تجريم المقاومة التي تعدّ الحركة رأس حربة فيها، مشيدًا في الوقت ذاته بالبطولة التي يقدمها الفلسطينيون بالضفة لمواجهة الاحتلال.

وفي غضون ذلك، وصف هجوم أجهزة أمن السلطة على حرائر الضفة المحتلة، بـ"العمل المخزي والمعيب" بكل المقاييس.

وقال إنّ هذا السلوك معيب بحق السلطة أفرادًا ونهجًا ومؤسسات، و"بات من الضروري إن أراد هؤلاء دورًا في الدفاع عن الوطن، أن يتخلوا عن هذا النهج".

وأكدّ ذياب ضرورة تخلي السلطة عن التنسيق الأمني كاملا والعودة لممارسة المقاومة باعتبارها الخيار الأوحد للشعب الفلسطيني.

وكانت أجهزة أمن السلطة قد اعتدت على مسيرات مؤيدة للمقاومة بمدينتي الخليل ونابلس، واعتدت بالضرب المبرح على المواطنين المشاركين بها وفي مقدمتهم النساء المشاركات.

وأيده الأمين العام السابق لحزب "حشد" الأردني أحمد يوسف، الأمل كبير وعظيم من الشارع العربي عموما والفلسطيني خصوصًا تجاه حركة حماس، بما تمثله من رافعة وطنية ورأس حربة في مشروع الكفاح الفلسطيني.

وندّد يوسف بفضّ أمن السلطة لاعتصامات المواطنين بالضفة، قائلا: "عليه أن ينخرط بمشروع المقاومة بدلا من قمع المتظاهرين".

وأضاف يوسف في تصريح خاص بـ"الرسالة" أنّ هذه السلطة مطالبة بحماية شعبها والوقوف في مواجهة الاجتياحات، والدفاع عن نضالات شعبها بدلا من مواجهته.

وذكر أن هذا العدوان يعبر عن سلوك هجمي وعدواني لا يليق بسلطة يفترض أنها أسست لحماية شعبها لا عدوها.

بدورها، أكدّت النائب في البرلمان الأردني هند الفايز، إن قطاع غزة ومقاومته وفي القلب منها حماس، أصبحت نموذجًا يحتذى للشعوب الضعيفة، في الصمود والدفاع عن نفسه رغم قلة إمكانياته.

وأكّدت الفايز لـ"الرسالة" أن حماس قدمت درسًا للشعوب حول كيفية الدفاع عن شعبها وكرامته، "وتمكنت من تحقيق انتصارات معنوية ومادية كبيرة من خلال توجيه ضربة مؤلمة للاحتلال برغم قلة امكانياتها".

وأضافت "هي رسالة للعالم العربي أن الحفاظ على الكرامة أهم من الأمن".

ونبهت الفايز في ذكرى انطلاقة حماس الواحدة والثلاثين "أن الأنظمة العربية تقود حملة دائمة ومتعمدة لتشويه حركة حماس، غير أن ذلك لم ينطل على الشعوب التي تؤيد الحركة وتحترمها وتقف معها بكل قوة".

وأكدّت أن الاحتلال ومن ساعده قد فشلوا، "وبقيت حماس تنبض في قلب أبناء شعوب أمتها التي أثبتت أنها عصية على الذوبان، ولا نخجل أننا مع حماس وكل من يدافع عن كرامتنا ويحمل السلاح في وجه عدونا (الإسرائيلي)".

ولفتت الفايز إلى قدرة حماس في الحفاظ على بوصلتها تجاه المعركة الحقيقية مع الاحتلال، ولم تنخرط في العبث الدائر بالمنطقة من صراعات دموية.

ورأت أن الموقف العربي الرسمي تجاه القضية الفلسطينية، كان منحازًا للاحتلال وفي أضعف أحواله كان متواطئًا وصامتًا تجاه ما يجري بحق الشعب الفلسطيني ومقاومته.

البث المباشر