مكتوب:   4 ملفات على أجندة حماس في عام 2019

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

غزة _ شيماء مرزوق

تحتفل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بذكرى انطلاقتها الواحد والثلاثين في ظل ظروف استثنائية تحيط بالقضية الفلسطينية في الداخل والخارج، ويبدو أنها تتحمل مسؤولية كبيرة أكثر من ذي قبل، خاصة أنها باتت تتقدم على باقي الفصائل وتلعب دورا مهما في الساحة الفلسطينية.

وتقود الحركة الحالة الفلسطينية في قطاع غزة كما تسعى باستمرار لتحريك ساحة الضفة الغربية في ظل إجراءات الاحتلال ومخططاته لضم الضفة.

الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر قال "تدخل حماس عامها الثاني والثلاثين من عمرها وهي تبدو أكثر انتشارا من ذي قبل، وأقل عرضة للاستئصال والتغييب عن المشهد السياسي، مع عدم تناسي جسامة التحديات التي ما زالت في طريقها، مما يحتم عليها أن تكون أكثر حذرا في التعامل مع الآخر، المحتل والمتواطئ، وأقل توجسا وأكثر جسارة مع الآخر الوطني، المستعد لمد يد العون لها فيما تستقبله من سنوات".

وهذا يفتح الباب أمام تساؤلات ملحة حول أبرز الملفات التي تنتظر الحركة في العام 2019، في ظل متغيرات هامة ويمكن الحديث عن عدة ملفات:

الأول: ملف رفع الحصار وتثبيت وقف إطلاق النار وهو ما تضعه حركة حماس كأولوية للتخفيف عن المواطنين المحاصرين في غزة من 12 عاماً الامر الذي أنهكهم.

وتعتبر الحركة أن التخفيف من الازمة الإنسانية في غزة مطلب مهم لتعزيز صمود المواطنين وحماية ظهر المقاومة.

ويبدو أنه رغم التحرك البطيء في هذا اللمف إلا أنه مستمر، ومن المتوقع شهود حراك لافت في ظل الحديث عن تقدم المباحثات والانتقال للمرحلة الثانية ثم الثالثة التي قد تشمل صفقة أسرى، ما يشير إلى أننا أمام عام حاسم وفاصل.

الثاني: مسيرات العودة ومن الواضح أن الحركة باتت تضعها كخيار استراتيجي لا تراجع عنه بعدما نجحت في إرباك الاحتلال وخلق حالة استنزاف لقواته وتحييد ترسانته العسكرية.

وقد خلقت المسيرات حالة إجماع شعبي وفصائلي على المقاومة الشعبية السلمية واستطاعت أن تضغط على جميع الأطراف لتفكيك الحصار المفروض منذ سنوات.

وترى حماس أن الضمان الوحيد لتفكيك الحصار والتزام الاحتلال بالاتفاقات هو استمرار المسيرات لذا فهي لن تتخلى عن هذه الورقة التي باتت مصدر قوة كبيرة تسعى بقوة لنقلها إلى ساحة الضفة الغربية.

الثالث: تعمل حماس جاهدة منذ سنوات على تحريك ساحة الضفة الغربية وتبذل جهدا كبيرا لإنشاء خلايا مقاومة إلا أن التنسيق الأمني ساهم بشكل كبير في القضاء على تلك الخلايا.

وقد قال الجنرال نداف أرغمان، رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، مطلع نوفمبر الماضي أن الهدوء الحالي في الضفة الغربية وقطاع غزة مضلل ومخادع، وخاصة في الضفة، التي تشهد هدوءا نسبيا، لكن الوضع قد يتفجر في أي لحظة.

وزعم أرغمان في حديث أمام لجنة الأمن والخارجية في الكنيست، لاستعراض الوضع الأمني، أنه تم إحباط 480 هجوما في الضفة الغربية العام الماضي، وتم اعتقال 500 ممن وصفهم بـ "الإرهابيين الفرديين".

وترى حماس أن الظروف أصبحت أكثر نضجاً نحو اشتعال الضفة وستعمل بجهد كبير على تعزيز المقاومة في الضفة.

الرابع: ستبقى المحاولات المصرية والدعوات قائمة لتمرير ملف المصالحة رغم الفشل الكبير وحالة الإحباط التي تحيط بالشارع الفلسطيني والفصائل اتجاهه لكن المتغيرات التي قد تحدث هذا العام ربما تفرض اللجوء نحو المصالحة خاصة مع التحذيرات بإمكانية انهيار السلطة في الضفة حال تصاعدت أعمال المقاومة واندلعت انتفاضة جديدة، أو قررت (إسرائيل) ضم الضفة الغربية.

الصحفي والكاتب ناصر اللحام تناول في مقال له الشأن الفلسطيني مؤكداً أن المعضلة تؤكد استحالة قيام انتفاضة فلسطينية من دون حركة فتح، كما لا يمكن لأي اتفاق سلام أن ينجح من دون حركة حماس.

المشهد لا يوحي بالتقارب بين التنظيمين، ولم تنجح ملفات مثل القدس والأقصى والشهداء والأسرى والاستيطان أن توحدهما على شعار سياسي واحد. بل في كثير من الأحيان نشعر أن الخصومة السياسية بينهما قد تحوّلت الى عداء، فيما العداء السياسي مع الاحتلال يتحول الى مجرد خصومة.

هذه مرحلة خطرة وقاسية لا يستهان بها وتذكرنا بما فعله الانتداب البريطاني ضد الفلسطينيين عام 1936 وكيف سمح لليهود بالتسلح والسيطرة على المدن وتهجير العرب منها.

موازين القوى ليست في صالح سكان الارض المحتلة ولا يوجد بعد ما يثبت ان هناك انتفاضة. التضحيات كبيرة والغضب الشعبي مستمر ومتواصل.

البث المباشر