مكتوب: ألف حكاية وحكاية             

وسام عفيفة
وسام عفيفة

أ.وسام عفيفة

تضم غزة بين جنباتها مئات الحكايات التي تختفي بين أرقام واحصائيات شهداء وجرحى مسيرة العودة، وخلف كل رقم تضحية وبطولة قد تلهم كبار الروائيين والكتاب.

غزة المحاصرة تصنع من الموت حياة تروي ألف حكاية وحكاية، يمكن أن تنبعث فيها الروح وتصبح من روائع القصص والروايات الحية، بطلها الفلسطيني الذي يجسد قصة الحب المشبعة بالدماء، وقد رصدت بعضها عدسات وأقلام الصحفيين:

يحكى أن جهاد محمد موسى 31 عاماً وقبل يوم من مليونية العودة، همس لشقيقه أحمد: "غدًا في شارعنا شهيد"، فكان من أوائل الشهداء الذي ارتقوا يوم الاثنين الدامي، شرق غزة.

ولم تدرِ والدة محمد المقيد 21 عاما أن ذاك الإثنين سيكون الأخير الذي تتناول فيه فطور الوداع مع قطعة قلبها الوحيدة الذي أنجبته بعد خمس بنات.

أما خبز الصاج" الذي كان يحبه "سعدي أبو صلاح" ذي الخمسة عشر عامًا من يدي أمه، فكان آخر ما تناوله يوم استشهاده، وتحكي والدته: "قلت له خذ رغيف صاج اسند طولك فيها فرد يما بدي أرجع عالسلك بسرعة".

وحينما تشاهد صورة الرضيعة ليلى الغندور للوهلة الأولى، تعود بك الذكريات إلى عام 2001 حينما ارتقت إيمان حجو وهي نائمة على سريرها، أما الرضيعة ليلى فقد خنقها الوحش الأبيض.

وننتقل من تاريخ الرابع عشر من 2017 حيث كان "شاهر المدهون" ساجدًا شاكرًا لله، بعد أن احتضن طفله الأول "عبد الله"، إلى ذات التاريخ من مسيرة العودة حيث كان ساهر مسجى يصلون عليه ويطبعون على جبينه قبلة الوداع، قبل أن يحضر عيد الميلاد الأول لطفله.

وفي مشهد نادر جمع رصاص الاحتلال الشابة أسماء أبو دقة (24عامًا)، مع زوجها محمد أبو دقة (28عامًا)، مصابين في قدميهما وقد جلس أطفالهما الثلاثة بينهما، على مائدة الإفطار الرمضانية.

حتى من يزور غزة ينضم إلى حكاياتها فهذا د. طارق اللوباني، طبيب كندي يصف تجربته بعدما جاء متطوعا إلى غزة، وأصيب، مع صديقه المسعف الفلسطيني موسى أبو حسنين الذي استشهد بعدما أنهى مهمته الإنسانية.

حكايات غزة مخضبة بالدموع مكللة بالفَخَار والسطر الأخير في حكايتها: "يمكن حصار الفلسطيني وقتله، لكن لا يمكن قهره".

وللحكاية بقية...

البث المباشر