قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: حادي بادي          

الكاتب
الكاتب

رامي خريس

تعيش الحالة الفلسطينية في لحظة نادرة فارقة في التحليل السياسي نظراً لكثرة خيبات الأمل من توقعات سابقة لم تحقق أو عادت وتراجعت فرص استكمال خطواتها، فهناك الحديث المتكرر والمكرور عن المصالحة وفرص وتوقعات تحققها وكذلك احتمالات نجاحها من عدمه، وينسحب هذا عند الحديث عن الرؤية المصرية لاتفاق وشيك بين حركتي حماس وفتح التي قيل إن حركة حماس وافقت عليه وأن انتظارا وترقباً لا يزال حاضراً لمواقف حركة فتح ورئاسة السلطة الفلسطينية.

وكما المصالحة تشغل بال الفلسطينيين فإن طبيعة العلاقة مع الاحتلال في قطاع غزة واحتمالات التهدئة والتصعيد لا تقل عنها في أجندة اهتمام المواطن الذي يبحث قبل السياسي عن تطوراتها بشكل دائم لاسيما في لحظات التوتر وإطلاق تصريحات التهديد والوعيد من قادة حكومة الاحتلال.

ويبقى التساؤل القائم هل ستتحول حالة القصف بالقصف إلى مواجهة مفتوحة؟ أم أن التهدئة ستبقى قائمة وهل يمكن أن تصمد مع انتهاكات الاحتلال المتواصلة؟، وما هو شكل المواجهة لو وقعت هل ستكون مثل المواجهات التي حصلت في 2008،2012،2014، أم ستكون شكلاً غير مسبوق.

ويمكن الاستعانة بنظرية الاحتمالات في التوقعات بوقوع حدث ما من عدمه، ونظرية الاحتمالات هي نظريّة رياضية تدرس احتمال وقوع الحوادث العشوائية، وتستمدّ النظريّة الرياضيّة للاحتمالات جذورها من ألعاب الفرص التي بدأت في القرن السادس عشر، حيث تمّ الاستعانة بالنظريّة في حساب فرص ظهور عناصر من بين مجموعة كبيرة من العناصر الأخرى.

لكن مع التجارب الكثيرة التي خالفت فيها الأحداث كل التوقعات لم يبق لأهل القطاع إلا اعتماد نظرية: "حادي بادي هي التي كانت هذه".

 

 

 

 

 

البث المباشر