قائد الطوفان قائد الطوفان

لديها قرار مسبق

مكتوب: رفض "فتح" مبادرة هنية يعكس انعدام رؤيتها الاستراتيجية

المضالحة
المضالحة

غزة- شيماء مرزوق

رفض حركة فتح السريع لمبادرة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للقاء أبو مازن في أي مكان لإنهاء الانقسام وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني يعكس وجود قرار مسبق لدى فتح لإغلاق ملف المصالحة وقطع الطريق على أي جهود في هذا الإطار.

ومنذ اتفاق المصالحة في أكتوبر 2017 تحاول فتح إفشال كل جهود المصالحة بطريقة باتت واضحة بعدما رفضت كل المبادرات التي تقدمت بها الفصائل ومصر وشخصيات مستقلة.

وفي الوقت الذي كانت حماس تبدي مرونة عالية للتوافق مع جميع الأطراف كانت تضع فتح العراقيل، لذا قالت حركة حماس إن رفض فتح للخطوات التي عرضها هنية يمثل خروجاً عن الإجماع الوطني وعدم جديتها بتحقيق الوحدة وبناء الشراكة مع الفصائل.

وتضمنت مبادرة هنية خطوات لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، تبدأ بالذهاب مباشرة الى الوحدة الوطنية، معلنا جهوزية حماس للذهاب الى أبعد مدى من اجل استعادة الوحدة.

وقال هنية " فلنحدد موعد الانتخابات ولو بعد ثلاثة أشهر؛ فحماس جاهزة لأن تذهب للانتخابات، والبدء بتطبيق اتفاقيات 2011 بكل ملفاتها الخمسة، مشددا على أن حركته رسّخت الشراكة في العمل الوطني سياسيًا وميدانيًا بمسيرات العودة، وعسكريًا بغرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة.

وأضاف: "ثاني الخطوات تكمن في وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال في الضفة، مضيفًا أنه لا يجوز بأي حال استمراره"، داعيا في الخطوة الثالثة إلى عقد اجتماع فلسطيني عاجل تشارك فيه القيادات من الداخل والخارج لبحث واقع القضية.

وهناك من يفسر رفض فتح لكل المبادرات بأنها تعرقل المصالحة لكونها تضع فيتو على ملف المنظمة وانضمام حماس والجهاد لها بما يمثلانه من ثقل في الساحة الفلسطينية ما يمهد لوقف هيمنتها التاريخية على المنظمة وهو ما صرح به علانية عزام الأحمد حينما قال لن نسمح بأن يتكرر مشهد السلطة في المنظمة.

إلى جانب ذلك فإن وقف التنسيق الأمني نقطة الخلاف الأكبر والاستحقاق الذي لا يمكن تجاوزه على صعيد التوافق الوطني، رغم أن كل الفصائل والمجالس الوطنية تطالب بذلك خاصة في ظل تصاعد الأوضاع في الضفة، وهو ما لن تتخلى عنه السلطة وأبو مازن في الوقت الحالي لأنه بات يشكل شريان حياة لها وفي حال تخلى عنه ستطيح به إسرائيل.

الكاتب والصحفي حسن عصفور قال في مقال له إن المفاجأة السياسية جاءت من فتح، حيث سارعت برفض ما تقدم به هنية، محددة شروط مسبقة لأي لقاء مع عباس، وتجاهلت العناصر الهامة الأخرى.

واعتبر أن موقف فتح وعباس، الذي جاء سريعا؛ يكشف ان هناك قرارا مسبقا برفض أي موقف يصدر من حماس.

وقال إنه لا يمكن التغافل عن حضور حماس او القفز عنه، وأنها أصبحت جزءا رئيسيا من الحركة السياسية الفلسطينية، ولا مستقبل لنظام كياني دون شراكتها، معتبراً أن المبادرة التي تقدم بها هنية بعناصر أساسية تمثل مدخلا لا بديل عنه للخروج من الكارثة التي يمر بها الشعب الفلسطيني. وشملت عناصر تمثل جوهر أي مشروع للحل السياسي الداخلي.

وأكد أن بيان الرفض جاء تعبيرا عن انعدام الرؤية الاستراتيجية لحركة فتح، وهي بذلك تشرعن أي خطوات فصائلية للعمل بعيدا عنها، دون أي حساب للحديث عن "شرعية سياسية"، وتحولت لأداة لتكريس الكارثة الكبرى، فهي برأيه تشرعن نهاية مرحلة وبداية أخرى، ما لم تسارع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لها وللشعب الفلسطيني.

البث المباشر