قائد الطوفان قائد الطوفان

عقب العمليات الأخيرة

مكتوب: السلطة و(إسرائيل) تسرعان الخطى لإخماد نار المقاومة بالضفة

عملية اطلاق نار
عملية اطلاق نار

الضفة المحتلة- خاص الرسالة

من الواضح أن السلطة الفلسطينية تحاول تعويض إخفاقها وتراجعها في الكشف عن عمليات المقاومة الفلسطينية التي باتت تتصاعد مؤخرا، بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، عبر إعادة ترتيب دورها الأمني والوظيفي في قمع المقاومين بالضفة.

وعلى ضوء ما سبق، كشف مراسل الشئون العربية في قناة كان العبرية، عن اجتماع سري عقد الإثنين الماضي، بين وزير الشؤون المدينة في السلطة "حسين الشيخ" ورئيس الشباك (الإسرائيلي) "نداف أرغمان" وكبار ضباط الجيش لمناقشة سبل الحد من "التوتر" في الضفة المحتلة.

وأوضح مراسل القناة العبرية أن رئيس السلطة محمود عباس أمر قوات الأمن التابعة للسلطة بالحفاظ على التنسيق الأمني مع (إسرائيل) وطلب من حكومة الاحتلال بوقف تدمير المنازل في الضفة، لأنها تساهم في تحريض في المنطقة.

وشهدت مدن الضفة المحتلة الأسبوع الماضي سلسلة من عمليات المقاومة التي أسفرت عن مقتل 3 جنود (إسرائيليين) وإصابة آخرين واستشهاد 4 فلسطينيين، فيما لوحظ منذ الأيام الماضية، انتشار مكثف لقوات الأمن التابعة للسلطة، والحواجز الطيارة في مناطق السلطة وتفتيش المركبات.

وجاءت تلك الإجراءات من السلطة، بعد حديث تسفيكا يحزقيلي محلل الشؤون الفلسطينية في القناة العاشرة العبرية، على أن ما حدث في الضفة الغربية خلال الأيام الاخيرة يعد درجة من درجات تهتك التعاون مع السلطة الفلسطينية، حيث أنها لم تتعاون بشكل كامل مع جيش الاحتلال لوقف العمليات الأخيرة.

ويٌشير إلى أن السلطة في رام الله انتقلت مؤخرا من التنسيق الأمني مع (إسرائيل) إلى دور التعاون الأمني المجاني؛ والهدف ضرب حماس في الضفة!

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي د. تيسير محيسن أن لقاء حسين الشيخ برئيس الشاباك الإسرائيلي ليس عابرا، مشيرا إلى أن العلاقة التي تنظم جسمي الاحتلال والسلطة في الضفة تستعدي التواصل الدائم بين مكوناتها الجزئية وخاصة في الإطار الأمني.

ويوضح محيسن في حديثه لـ"الرسالة" أن السلطة مناط بها جملة من الالتزامات اتجاه الاحتلال الإسرائيلي وتؤكد الالتزام بها رغم عدم التزام الأخيرة بها، لافتا إلى أن الأحداث التي جرت في الضفة أخيرا في منظور الطرفان أنها لا تخدم أي منهما في البعد الاستراتيجي، فالسلطة تخشى من تدهور الأوضاع الأمنية إلى درجة لا تستطيع فيها التحكم في واقع الحياة بالضفة خشية من تعزيز فصائل تعدها خصوما سياسية لها.

وعن مدى نجاح السلطة والاحتلال في وأد المقاومة، يؤكد الكاتب محيسن أن تلك الاجراءات قد تنجح إلى حد كبير في ضبط الوضع الأمني والتحكم فيه بدرجة كبيرة باستثناء العمليات الفردية كون السيطرة عليها أصعب من المنظمة.

ويشير إلى أنه رغم هذا البطش الذي يمارسه الاحتلال وموقف السلطة السلبي اتجاه المواطنين الضفة بدلا من حمايتهم، ستزداد حالة الاحتقان في الشارع الفلسطيني وتدفع مزيد من الشباب والقوى المختلفة إلى المزيد من العمل في استهداف قوات الاحتلال.

وفي نهاية المطاف فإن إصرار السلطة على البقاء في مربع الاحتلال وعدم مغادرتها لمربع التنسيق الأمني رغم الدعوات الوطنية لوقفه، يضعها في خانة الاحتلال ويجردها من أي أخلاق وطنية نشأت لأجلها.

البث المباشر