باعتداءات الاقصى وخنق غزة

"إسرائيل" تسرع الخطى نحو المواجهة مع المقاومة

مواجهات بين المرابطين في الاقصى وجنود الاحتلال
مواجهات بين المرابطين في الاقصى وجنود الاحتلال

الرسالة نت- محمود فودة

دون أن تدري، تسارع (إسرائيل) الخطى صوب المواجهة العسكرية التي تخشاها مع المقاومة الفلسطينية؛ برفضها تحقيق المطالب الإنسانية لأهل غزة، وازدياد وتيرة الاعتداءات في القدس المحتلة والضفة، مما يمكن خيار الحرب من طرح نفسه على الطاولة وبقوة.

ومما قد يشجع المقاومة على اتخاذ قرار تسخين الجبهة أنها انتهت من مرحلة الترميم بشكل كامل، وبدأت في الاتجاه نحو التحسين والتطوير، وما يؤكد ما سبق، النبرة القوية التي يتحدث بها قادتها، عدا عن رصد الاحتلال بعضا من محطات التقدم العسكري المتلاحق؛ مما يؤهلها لفرض المعادلة التي تريد بقوة السلاح مع الاستفادة من تجربة المفاوضات التي ترافقت مع المواجهة السابقة.

ومن جهة أخرى، فإن الظروف الراهنة تشكل مناخا يجذب المواجهة العسكرية ليلقي بظلاله على المنطقة، فعجلة الإعمار ما زالت بطيئة؛ لعدم إيفاء المانحين بوعودهم، والتضييق على حرية السفر ما زال على حاله، والإغلاق المصري لمعبر رفح باقي، عدا عن الاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى ومدن الضفة.

وقد يقول البعض، أن المقاومة هددت في أكثر من موطن بالانفجار في وجه الاحتلال، وفي الرد على ذلك، نستذكر أن التهديدات جاءت بعد مرور فترة زمنية قصيرة على انتهاء المواجهة السابقة، حيث كانت المقاومة في طور الترميم للقدرات المستنزفة في صد العدوان، عدا عن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي كانت تلقي بظلالها على شتى مناحي الحياة بغزة.

أما اليوم، فقد شارف الحال إلى أن يصبح ظهر المقاومة إلى الحائط، والصبر على سياسة المماطلة التي تتبعها (إسرائيل) في المداولات التي تسعى إلى تحسين الوضع في غزة قد يوشك على النفاذ، مما قد يضطرها إلى استخدام الخيار الأخير.

ويرى المراقبون أن (إسرائيل) تستفز المقاومة بشكل مباشر عبر تهربها من استحقاقات المواجهة السابقة، والتضييق على أهل غزة بالاعتداءات الشبه يومية وإن كانت دون إصابات بشرية، وبطريقة أخرى تحرج المقاومة من خلال التهجم على الأقصى أو ارتكاب جرائم بالضفة كما حدث مع عائلة دوابشة، مما يجعلها مضطرة للرد ولو بشكل متواضع.

أما عن الأطراف الدولية والتي قد يقلق البعض من وقوفها إلى جوار (إسرائيل)، فقد أعطت الطرف الفلسطيني شواهد يغلق بها فمهم إن تحدثوا، عبر التقارير الانسانية المتتالية أن الوضع في غزة لا يطاق، وأنه يتوجب على (إسرائيل) فك الحصار عن غزة فورا والسماح بحرية السفر والتجارة.

ويقول المحلل السياسي تيسير محيسن إن أي حماقة من الاحتلال (الإسرائيلي) بحق قطاع غزة ستواجه برد عسكري غير مسبوق من قبل المقاومة الفلسطينية وتشتعل الجبهة إلى حد تصل فيه إلى الحرب المفتوحة؛ لأن فاتورة الحساب قد ازدادت نتيجة أفعاله العدوانية بحق الفلسطينيين.

وأوضح محيسن أن المقاومة في الوقت الحالي ستعمل على تحريك جبهة الضفة، وتفعيل خلاياها للرد على اعتداءات الاحتلال بحق القدس والضفة، أما عن غزة ما زال هناك متسع للحل السياسي، وفي حال وصولها إلى طريق مسدود، فلن يكون هناك مهرب من اللجوء للخيار العسكري.

البث المباشر