هل أصبحت مرضاً مستعصياً؟

أزمة الكهرباء وحلولها كلعبة (الفار وأولاده)

الرسالة نت- رامي خريس                                                  

زفوا البشرى وقالوا أن أزمة الكهرباء الحالية في طريقها إلى الحل وان الوقود الصناعي الكافي لتشغيل مولدين سيتم توريده لمحطة التوليد  لكنهم عادوا وقالوا أن الوقود يكفي فقط لمدة خمسة أيام ومرهون استمرار توريده بزيادة معدل الجباية وتحويل الأموال لحكومة فياض في رام الله.

وهكذا أضحت مشكلة الكهرباء في غزة أو أزمتها كلعبة (الفأر وأولاده) فتارة يقولون أن المرض مستعصٍ ومرة أخرى يبشرون بقرب حل المعضلة التي أرقت الغزيين لشهور عديدة بل لسنوات بدأت منذ قصف محطة التوليد في حزيران (يونيو) 2006م أثر عملية "الوهم المبدد" التي أسر خلالها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ،  ومنذ ذلك الحين تتفاقم الأزمة أحياناً وتخف أحياناً أخرى لكن حلها بالكلية لم يتحقق على الإطلاق.

وحاول المواطنون من جهتهم إيجاد بدائل تساعدهم على تخطي الأزمة أو التخفيف منها فبادروا إلى شراء المولدات المختلفة الصغيرة والكبيرة التي قالت عنها منظمات تعنى بحقوق الإنسان أنها أدت إلى مقتل ما يزيد عن الثلاثين شخصاً منذ بدء العام الحالي فضلاً عن الخسائر الفادحة التي تسبب بها انقطاع التيار الكهربائي المتكرر وإعطابه للأجهزة الكهربائية ، كما وأصبح يستهلك الكثير من جيوب المواطنين الذين يرتادون محطات الوقود لشراء البنزين لمولداتهم باستمرار.

والحديث الذي يدور اليوم عن حلول للأزمة تواجهه العديد من المطبات أولها أن التوجه السياسي لإبقاء الأزمة ما زال قائماً وإن كانت الوعود الصادرة من رام الله عن حلول جزئية تدور في نطاق المناورات التي تسمح لـلـ(فأر) بالدخول وتمنع أولاده من الخروج معه.

وقد يكون تحديد دخول الوقود وكفايته لأربعة أو خمسة أيام أولى حركات المناورة لاسيما وأن مصادر تشير إلى أن الاتفاق الذي جرى هو ضخ السولار الصناعي باستمرار للمحطة لتشغيل مولدين .

كذلك فإن محللون سياسيون يشيرون إلى أن موضوع الكهرباء أصبح الورقة الوحيدة بيد سلطة فتح لتنغص على الغزيين في محاولة لدفعهم للصدام مع حكومتهم في غزة أو على الأقل التسبب بكراهيتها ، وذلك في ظل انحسار الخيارات أمام رئيس السلطة منتهي الولاية محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض ، وقد يقدمان خلال الفترة القادمة على أي مماحكات تؤدي إلى تفاقم الأزمة من جديد ويمكن استغلال الاحتفال بعيد الفطر ليكون موعداً جديداً للازمة التي تفاقمت أكثر خلال مواسم معينة كفترة امتحانات الثانوية العامة ، وبدء شهر رمضان وما رافقه من ارتفاع في حرارة الجو .

ومن المطبات التي قد تواجه الالتزام بموضوع الجباية الحديث عن الخصم من مرتبات الموظفين وما قد يحصل خلال التنفيذ من إشكاليات لاسيما أن العديد من الموظفين ليست لهم اشتراكات أو يعيشون في عمارات مع عائلاتهم الممتدة .

وعلى أية حال فإن تشغيل المولد الثاني لن يحل المشكلة تماماً حيث سيستمر العجز في كمية الكهرباء وسيبقى المواطنون يعانون من جداول القطع حتى الوصول إلى حل حقيقي للأزمة  بعيداً عن لعبة ( الفار وأولاده ) .

البث المباشر