أكدّت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية أن غرفة العمليات المشتركة التي تضم الاجنحة العسكرية ستكون في حالة انعقاد دائم وقراءة مستمرة للأحداث الميدانية، بعد التصعيد الأخير للعدوان ضد المتظاهرين السلميين الجمعة الماضية.
وتوعدت الفصائل في أحاديث خاصة بـ"الرسالة" تفعيل أدوات المواجهة السلمية، في ضوء التعمد "الإسرائيلي" استهداف المتظاهرين المدنيين، مشيرة إلى أنه تم توجيه رسائل لأطراف وسيطة بغية لجم العدوان ودفعه للالتزام بمقتضيات وقف اطلاق النار.
وعقدت الغرفة المشتركة اجتماعًا طارئا لها، أمس الاحد، مؤكدة أنها لن تقف مكتوفة الايدي امام جريمة سياسة الإعدام المتعمدة التي تواجه أبناء شعبنا.
بدورها، أكدّت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين أن العدو لديه نية مبيتة لتكرار سيناريو حربه مع المقاومة التي فشل وخاب فيها سلفًا، و"يسعى لعسكرة الحالة النضالية الشعبية والسياسية، بيد أن المقاومة منتبهة لهذه المحاولة".
وقال المتحدث باسم الحركة مصعب البريم إنّ هناك محاولة للهروب من الفشل في مواجهة المقاومة، ويبحث عن صناعة انتصار همي عبر دماء الشعب؛ "لكنّ المقاومة في حالة انعقاد وقراءة وتقدير للمشهد، وطبقا لذلك فإن موقفها سيتطور لحماية مصالح الشعب وسوف تكون درعًا حاميًا للمتظاهرين".
وذكر البريم أن ما تستخدمه المقاومة من أدوات قادرة على تفعيلها على مستوى الأداء والتوقيت، والعدو جرّب ذلك، "وهناك استعداد حقيقي لتوسيع نطاق الأدوات والوسائل بما يزعجه ويحد من هجماته الإرهابية على مستوى الاتصالات، "وهناك رسالة واضحة لكل الأطراف أن ثمن الهدوء واستحقاقاته يتمثل بوقف اشكال العدوان كافة في الضفة والقطاع وليس فقط في غزة".
من جهته، أكدّ نائب مسؤول الجبهة الديمقراطية في غزة طلال أبو ظريفة أن ما أقدمت عليه "إسرائيل" من سياسة اعدام تتناقض مع موجبات حالة الهدوء التي يرعاها الوسطاء مقابل تخفيف الحصار.
وذكر أبو ظريفة لـ"الرسالة" أن هناك تحذيرا من غرفة العمليات المشتركة والهيئة الوطنية لمسيرات العودة للاحتلال بأن استمرار جرائمه تعني العودة لاستخدام كل الأوراق والأدوات التي تؤذيه وتردعه عن عدوانه، والاحتلال وحده من يتحمل مسؤولية تداعيات ونتائج هذه الحالة.
من جانبها، أكدّت الجبهة الشعبية أن هذا التصعيد يأتي في سياق محاولة الاحتلال الهروب من الازمة الداخلية التي يعيشها رئيس وزرائه بينامين نتنياهو، وتآكل الردع الصهيوني نتيجة تلقيها عدد من ضربات المقاومة في الضفة وغزة.
وقال ممثل الجبهة في الهيئة العليا لمسيرات العودة حسين منصور، إنّ الاحتلال يهدف لفتح مواجهة مع الاحتلال، "ولا يريد أن يفهم أن شعبنا بكل فصائله لا يمكن أن يساوم على الشهداء ودمائهم ولن يسمح له التوغل بها، ولها لحظة للرد".
وشددّ منصور على أن جرائم الاحتلال لن تمر وغرفة العمليات المشتركة في مشاورات دائمة، وابرقت برسائل لأطراف عديدة أنها لن تصبر طويلا على الجرائم، وطالبت هذه الأطراف القيام بدورها، "فنحن لم نراهن يوما على التزام الاحتلال بهذه التفاهمات ولنا مقاومتنا التي نلزمه بها".
وأشار منصور إلى خيار تفعيل أدوات المواجهة الشعبية حاضر بقوة، "فنحن أصحاب القرار بكل الاشكال النضالية، وكان تخفيفها وفقًا لقرار فلسطيني وليس التزاما لأي طرف، وإذا استمر العدوان، فعودة هذه الاشكال جاهزة للبدء مجددًا في أي لحظة".
وذكر أنّ المقاومة يمكنها أن تمارس دورها وتربك الاحتلال وغرفة العمليات المشتركة حاضرة للرد في أي وقت.
كما أكدّت حركة المجاهدين أن غرفة العمليات المشتركة في حالة تشاور دائم، وترسم مجموعة من التوجهات والسياسات التي ستتعامل بها الفترة المقبلة.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة والمتحدث باسمها مؤمن عزيز لـ "الرسالة" إنّ الاحتلال يعلم جيدًا أن الفصائل مجتمعة قادرة على ايذائه وكبح جماحه بهذا التغول الذي يبتز به أبناء شعبنا.
وذكر أن اليد التي تمتد على الشعب ستقطعها المقاومة كما فعلت قبل ذلك مرات عديدة، وغرفة العمليات ستقدر الظرف والوقت والاليات التي توجه فيها سهامها صوب عدوها.