تحتفل حركة فتح هذه الأيام بذكرى انطلاقتها الــ54، يستذكر أعضاؤها "الطلقة الأولى" ويترحمون على قادتهم أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد وغيرهم ممن قضوا على طريق الثورة. فتح قالت في سنواتها الأولى أن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، وقال أحد قادتها صلاح خلف (أبو إياد) في زمن الانتفاضة الأولى: "مين الحمار الذي يرمي سلاحه ويروح يفاوض"، "وسلاح الانتفاضة أقوى سلاح بأيدينا إلى جانب الكفاح المسلح".
هذه فتح التي انتمى إليها الآلاف من الفلسطينيين وتحت رايتها ناضلوا واستشهدوا وأسروا سنوات وسنوات في سجون الاحتلال.
وفي خضم الحديث عن فتح وثورتها يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: "من هم ورثة فتح الحقيقيون؟
هل منهم محمود عباس الذي وصف الشهداء بالقتلة؟، وحسين الشيخ الصديق الحميم لضباط الإدارة المدنية الإسرائيليين أم لربما "الشيخ الهباش"!، أم هناك آخرين – لا نعرفهم-أكثر وفاءً لفتح ومبادئها.
تحتاج فتح قبل أن تحتفل بانطلاقتها أن تعيد تعريف نفسها ومن ترتضي أن يقودها، هل ما زالت حركة تحرر تسعى للتخلص من الاحتلال كما يشير إلى ذلك اسمها؟ أم تحولت إلى شيء آخر يبتعد كثيرا عن مفردات الثورة والكفاح.
ما علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي؟ هل لا يزال عدواً؟ أم أن علاقة أخرى يجب أن تربطنا به؟
أسئلة كثيرة ينبغي على فتح الإجابة عليها، ولربما يسأل كل فتحاوي نفسه: على ماذا انتمى لفتح؟ هل على قيم الثورة أم التعاون الأمني؟، وهل الطريق الذي يسير عليه قادتها الحاليون هو نفس المسار الذي خطه قادتها المؤسسون؟
أسئلة كثيرة تحتاج إجابة