الرسالة نت - رائد أبو جراد
في كل يوم تتجدد مزاعم الاحتلال واتهاماته للفصائل الفلسطينية بأنها تعكف على تطوير قدراتها العسكرية والقتالية بالضفة المحتلة وقطاع غزة، بهدف شن عدوان مبرر على الشعب الفلسطيني عموماً والمقاومة خصوصاً.
وكان مسئول قسم الاستخبارات بقيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال العقيد "رونين" عبر في حديث لمجلة "محانيه" التابعة لجيش الاحتلال عن خشيته من تمكن "حماس" من تطوير قدراتها العسكرية والقتالية داخل أراضي الضفة"، قائلاً: على الرغم من حالة الهدوء في الضفة إلا أن قيادة الجيش الإسرائيلي تستعد لموجات عنف شديدة, وذلك في إطار المخاوف من أن تتمكن حماس من تطوير قدراتها داخل الضفة المحتلة".
مبرر لضرب المقاومة
وفي هذا الصدد، رأى متابعان للشئون الصهيونية أن المزاعم الإسرائيلية الجديدة تنم عن إعطاء مزيد من المبررات لشن عدوان جديد على المقاومة بالضفة بشكل عام ولاستهداف "حماس" على وجه الخصوص.
وأكد المراقبان في أحاديث منفصلة لـ "الرسالة نت" أن التصريحات الصهيونية تعطي غطاءاً لتصرفات أجهزة فتح الأمنية في مجابهة الحركة الإسلامية في مدن الضفة وملاحقة عناصر المقاومة والزج بهم في السجون أو التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال لتسلميهم له على طبق من ذهب.
ناجي البطة المتابع للشأن الصهيوني، قال : تصريحات الضابط الصهيوني تنم عن مخطط لشن عدوان جديد يستهدف "حماس"، عبر إعطاء مزيد من المبررات لتصرفات الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة فتح ضد أنصار الحركة كغطاء لملاحقتهم.
وأشار البطة إلى أن الاحتلال يفرض سيطرة كاملة على أنحاء الضفة خاصةً بعد عملية السور الواقي التي نفذها مطلع عام 2002، معتبراً أن تصريحات قادة جيشه الجديدة تؤكد نيته توجيه مزيد من الضربات للمقاومة بالضفة.
مزاعم الضابط "رونين" لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدته ليتهم قيادة "حماس" بأنها تستثمر جهوداً كبيرة من أجل عدم التنازل عن منطقة الصراع هنا، في إشارة إلي الضفة المحتلة، مضيفاً بحسب المجلة الناطقة بالعبرية :"إن تأهل "حماس" يعتبر حدث مهم جداً بالنسبة لنا, وعلى الرغم من جهودنا وجهود "السلطة", إلا أن هناك احتمال بأن تنجح حماس بإخراج عملية نوعية بالضفة أو حتى في الكيان خلال فترة النصف عام المقبل".
عدوان يومي
وفي هذا السياق، أكد اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي أن الاحتلال لا يبحث عن مبررات لشن أي عدوان جديد على شعبنا، لان هناك عدوان يومي يشنه الاحتلال على الشعب الفلسطيني يتمثل في مسلسل الاعتقالات المتواصل في الضفة والقصف المستمر غزة بين الفينة والأخرى واغتيال عدد من قادة المقاومة".
وبحسب المجلة الصهيونية فإنه سيتم اختيار عدة مدن مركزية في المناطق الواقعة تحت امرأة سلطة فتح من أجل اختبار هذا الموضوع مثل "جنين ورام الله وبيت لحم", وسيتم فحص مستوى جاهزية أجهزة عباس لاستقبالهم ومدى تقبل الإسرائيليين دخول هذه المناطق.
وفي غضون ذلك زار وفد من الحاخامات الصهاينة ما يزعمون أنها "أماكن دينية مقدسة لدى اليهود بمدينتي نابلس وأريحا" بتنسيق أمني كامل بين الجيش الإسرائيلي وأجهزة فتح، الأمر الذي وصفه الشرقاوي بقوله:" إسرائيل لا تريد إجراء مفاوضات مع السلطة بل تحتاج لتنسيق وتعاون أمني كامل لمواجهة المقاومة".
وأضاف:"مرجعية المفاوضات الولايات المتحدة الأمريكية واستمرارها يعني تواصل التهويد الصامت للقدس والضفة المحتلة وإرسال إخطارات جديدة لهدم مزيد من المنازل".
وشاركه الرأي البطة معتقداً أن الاحتلال يستعد لتهيئة المناخ والأجواء أمام الرأي العام الصهيوني لشن حرب جديدة ضد المقاومة بشكل عام وحماس في الضفة على وجه الخصوص.
ولفت إلى أن قادة جيش الاحتلال يصطنعون مبررات واهية لتنفيذ مزيد من الضربات للمقاومة، مضيفاً:"التصريحات الصهيونية المتواصلة بتعاظم قوة حماس تأتي كمبرر لتوجيه ضربة للحركة وإعطاء ضوء أخضر لأجهزة فتح بالضفة لزيادة ملاحقتها ومهاجمتها لعناصر حماس والمقاومة.
قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال ذكر أيضاً أنهم يعكفون حالياً على وضع خطة يتمكن خلال المغتصبون الصهاينة من دخول جميع المناطق الفلسطينية في الضفة بما فيها مناطق "a" دون الخوف على حياتهم، وفي هذا السياق استبعد البطة حدوث مثل ذلك المخطط، قائلاً:"لا توجد مناطق a أو b أو c بالضفة وحديث الاحتلال هو بمثابة محاولة لإيجاد إطار لتلك السلطة في واقع الضفة، فالمغتصبون يدخلون مدنها بحماية أجهزة فتح الأمنية ".
عمليات خطف
وذكرت مجلة "محانيه" أن قيادة الجيش لا زالت تخشى من إمكانية استغلال جهات فلسطينية دخول الإسرائيليين إلى مناطق "a" لتنفيذ عمليات خطف.
يشار أن "حماس" استطاعت بناء قوتها العسكرية في الضفة على مدار عشرين عاماً، بدأتها بعمليات الطعن بالسكاكين مروراً بإطلاق النار مطلع التسعينات، وانتهاءً بالعمليات الاستشهادية خلال سنوات انتفاضة الأقصى الثانية .
ومنذ الحسم العسكري الذي نفذته حركة "حماس" في قطاع غزة صيف عام 2007، شنت سلطة فتح بقيادة رئيسها المنتهية ولايته محمود عباس حربا لا هوادة فيها على مقدرات الحركة المالية والعسكرية، واعتقلت المئات من أنصار الحركة، وبالتوازي مع ذلك زعمت ضبطها كميات من الأسلحة في نابلس وطولكرم وجنين، وما زالت الملاحقة لعناصر المقاومة بالضفة مستمرةً.