غزة - ديانا طبيل – الرسالة نت
لم يكن سوق معسكر جباليا للاجئين يتسع لرواده بسبب انتشار عربات "الكارو" داخل أزقة السوق المكدس الذي يزوره آلاف المواطنين، فكانت الشكوى الدائمة لمرتاديه وجود تلك العربات التي تجرها "الحيوانات"، ما اثر سلباً على حركة البيع والشراء بالسوق بشكل عام، ولكن بعد ظهور عربة "التوك توك" ، اتجه مئات العاطلين عن العمل لشرائها والعمل عليها كوسيلة نقل تدر دخلا معقولاً في ظل الحصار المشدد، بينما اتجه العديد من التجار وأصحاب المحال التجارية الضخمة لاستخدامها في نقل بضائعهم.
"التوك توك" عبارة عن دراجة نارية ثلاثية العجلات متصلة بمقطورة، مستوردة من جنوب شرقي آسيا الصين، اقتنائها العديد من المواطنين لاستخدامها في عمليات النقل بكافة اشكالها وأنواعها لسرعتها وصغر حجمها وقلة تكاليفها المادية.
سهلة الاستخدام
وفي هذا الصدد يقول المواطن حسن شقورة -40 عاما- تاجر أدوات منزلية في سوق الزاوية بغزة لـ" الرسالة نت" : كنا في السنوات الماضية نعتمد على عربات "الكارو" في نقل البضائع من خارج السوق إلى داخله، بسبب عدم اتساع السوق لدخول المركبات الآلية ، وكان استخدام عربات الكارو يشكل عبأ على مرتادي السوق وتجاره أيضا، لكن لم يكن باليد حيلة أو حلول بديلة .
ويضيف : عندما بدأت "التوك توك" بالظهور في القطاع ، قمت بشراء واحد لابني الأكبر لاستغلالها في نقل بضائعي إضافة إلى انه يعمل عليها في نقل البضائع داخل السوق ، مشيراً إلى أنها لاقت قبولا منقطع النظير من أصحاب المحلات التجارية لصغر حجمها وسرعة أدائها ورخص أسعارها.
في حين قرر المواطن عمر البردويل " 35 عاما " بيع سيارة الأجرة التي يمتلكها بمبلغ خمسة الاف دينار وشراء "توك توك" بجزء من المبلغ واستغلال الجزء الأخر في تشطيب شقته .
ويقول عمر لـ" الرسالة نت " العمل على "التوك توك" مريح جدا ومربح في ذات الوقت حيث يتعين عليك فقط قيادة المركبة وتوصيل البضائع من تاجر إلى آخر، ويضيف : في بعض الأحيان أقوم بشراء بعض البضائع واضعها داخل مقطورة "التوك توك" وأبيعها في السوق حيث استغل سيارتي كمكان للبيع .
ويتابع : كان عملي على سيارة الأجرة مرهق جدا خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة ،أما " التوك توك" فتجتاز 25 كيلومتراً بكل لتر من الوقود، ويمكنها عبور القطاع بأكمله بأكثر من ساعة بقليل، ونادراً ما تتعدى كلفة الوقود عشرة شواكل .
أقل تكلفة
من جهته يقول المزارع أبو حسام العطار "43 عاماً" والذي ينقل بضاعته بشكل يومي من أرضه الزراعية في أقصى نقطة في شمال القطاع أن "التوك توك" أسرع بكثير من "الحمار" و يختصر عليه الوقت لسرعتها.
ويضيف أبو حسام : "التوك توك" أفضل مئة مرة من العربة، لأنه غير مكلف، كما انه يمكنني استغلاله بعد ساعات السوق في الزيارات الاجتماعية والذهاب إلى البحر بصحبة عائلتي .
من جهته يقول غسان أبو دياب " تاجر سيارات ": الإقبال على "التوك توك" في الشهور الأخيرة بات كثيفا، على الرغم من رخص سعره وقلة ربحه مقارنة بالسيارات والجيبات التي كنا نبيعها في السنوات الماضية إلا أننا مضطرون لعرضه في محالنا التجارية.
ويضيف: " عندما كنا نبيع سيارات مستوردة من "إسرائيل"، كان الجميع يستفيدون، التجار والـميكانيكيون والسماسرة، لكن الوحيد المستفيد من عربات "التوك توك" الآن هو صاحب النفق كونه يفرض عمولة 300$ على كل عربة "توك توك"، وهامش ربحي لا يتعدى الـمئة والخمسون دولار.