توجه الناخبون في بنغلاديش اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات عامة تسعى فيها رئيسة الوزراء الشيخة حسينة للفوز بثالث فترة لها على التوالي في مواجهة حزب معارض رئيسي تقبع زعيمته في السجن بسبب ما تصفها بـ"اتهامات ملفقة".
وقطعت اتصالات الإنترنت عن الهواتف المحمولة، كما خلت الشوارع في العاصمة داكا إلى حد كبير بعد أن غادر كثيرون إلى بلداتهم للإدلاء بأصواتهم.
ويشارك في الاستحقاق الانتخابي الحالي أكثر من 104 ملايين ناخب، و39 حزبا سياسيا تتنافس للظفر بأحد مقاعد البرلمان البالغ عددها ثلاثمئة.
وتندرج الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات الحالية تحت أربعة تحالفات سياسية، أكبرها "التحالف الأكبر" بقيادة حزب "رابطة عوامي" الحاكم.
وتُجرى الانتخابات وسط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لاندلاع أعمال عنف بين أنصار الحزب الحاكم والمعارضة.
وأعلنت السلطات المحلية أمس السبت نشر أكثر من 650 ألف عنصر أمن لتأمين الانتخابات في أكثر من أربعين ألف مركز انتخابي.
وقال معارضون إنهم تعرضوا لهجمات عنيفة وعمليات ترهيب تضمنت إطلاق نار واعتقالات، مما أدى إلى تقليص قدرتهم على القيام بحملات انتخابية.
كما أكد بعض قادة حزب بنغلاديش القومي (أكبر أحزاب المعارضة) أنهم يخشون من تزوير الانتخابات من قبل الحزب الحاكم، لكن الأخير رفض الاتهامات، مؤكدا أن المعارضة تطلق "ادعاء كاذبا تلو الآخر منذ أشهر قبل الانتخابات في الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي انتصارا ساحقا" لرابطة عوامي.
وكان حزب بنغلاديش القومي قد قاطع الانتخابات السابقة التي أجريت في 2014 ويعيقه هذه المرة غياب زعيمته رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء (74 عاما) التي سجنت في فبراير/شباط الماضي بسبب اتهامات بالفساد يقول حزبها إن دوافعها سياسية.
وقالت الشيخة حسينة للصحفيين في داكا "أعتقد أن الناس سيدلون بأصواتهم لصالح رابطة عوامي لمواصلة مسيرة التنمية.. المركب (شعار الحزب) سيفوز بالتأكيد، أؤمن بالديمقراطية، ولدي ثقة في شعب بلادي".
ويتوقع أن يبدأ فرز الأصوات مساء اليوم، وأن تعلن القنوات الإخبارية النتيجة في ساعة مبكرة من صباح الاثنين.
في سياق متصل، أعلنت الشرطة المحلية مقتل خمسة أشخاص اليوم في اشتباكات رافقت الانتخابات، وذلك بعد حملة انتخابية شهدت أعمال عنف.
وقتل ثلاثة أشخاص في مواجهات بين نشطاء من حزب رابطة عوامي وأنصار حزب بنغلاديش القومي في حوادث منفصلة، وقتل شخصان برصاص الشرطة، أحدهما بعد محاولته سرقة صندوق اقتراع والثاني عندما حاول نشطاء من المعارضة اقتحام مركز اقتراع.
وبذلك يرتفع إلى تسعة عدد الأشخاص الذين قتلوا في أعمال عنف وقعت منذ الإعلان في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن تاريخ الانتخابات بحسب حصيلة الشرطة، في حين يؤكد حزب بنغلاديش القومي وحده مقتل ثمانية من ناشطيه.