مصطفى الصواف
تدرك سلطة رام الله وحكومة ( فتح – فياض) ومن يقف خلفها من إسرائيليين وأمريكان، أن عدوها الأول هو المقاومة، هذا العدو الذي يشكل شوكة في حلق الكيان الصهيوني والامبريالية العالمية بقيادة أمريكا، لذلك هم جميعا يعملون على القضاء عليها.
اعتقال قائد كتائب أبو علي مصطفى في الضفة الغربية احمد المشعطي يندرج ضمن قرار تصفية العدو من قبل سلطة رام الله ( المقاومة)، وهذه الحملة المسعورة التي تشنها أجهزة فتح الأمنية على حركة حماس في الأيام الأخيرة؛ لأنها تأخذ ما تُغذى به من خلال أجهزة الأمن الإسرائيلية، تحريضيا كان أو حقيقيا، بأن المقاومة في الضفة تسعى إلى استعادة نشاطها،ٍ وإعادة بناء بنيتها التحتية، هذه المقاومة التي هي في الأساس موجهة إلى الاحتلال الإسرائيلي والمتعاونين معه، وهذه الملاحقة تؤكد أن هذه "السلطة" بالفعل هي أداة تعاون حقيقي مع الاحتلال الإسرائيلي، وهي جزء منه، لذلك هي تشن حملتها على المقاومة وأنصارها لأنها تدرك أن احد أهداف المقاومة هو اقتلاع المتعاونين مع الاحتلال حتى يبقى الصف الفلسطيني والمجتمع الفلسطيني خالي من الشوائب والطفيليات التي تعيق نمو مقاومته وتحرير أرضه ونفسه.
اعتقال المشعطي أمس في نابلس يؤكد أن هذه "السلطة" ماضية في مخططها في تصفية القضية الفلسطينية، والتي ترى في المقاومة المعيق لمشروعها لذلك تعمل بكل جهد مستطاع وبالتعاون مع الاحتلال والمخابرات الأمريكية وبعض العربية وخاصة الرباعية العربية من أجل ضربها والقضاء عليها حفاظا على نفسها ومشروعها.
سلطة رام الله وحكومة ( فتح – فياض ) باتت أكثر قلقا على مصيرها رغم المساندة الإسرائيلية لها والتعاون الأمني القائم بين الجانبين، لذلك تجدها الآن تبذل جهدا مضاعفا للقضاء على أي محاولة من قبل المقاومة الفلسطينية بمختلف مسمياتها (حماس أو جهاد أو شعبية)، وتعمل على ملاحقة المقاومين كما يجري مع حماس منذ سنوات وبات يجري مع الجهاد والشعبية وإن كان بشكل أقل، ولكنه يصب في نفس الهدف، وهو القضاء على المقاومة العدو الأول لهذه "السلطة".
المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية يجب أن تشق طريقها نحو إعادة البناء واستئناف النشاط ضد الاحتلال الإسرائيلي والمتعاونين معه، وعلى هذه المقاومة أن تدرك أن هناك ثمن يمكن أن يدفع من الأرواح والدماء، هذا الثمن يهون أمام الهدف الأسمى الذي تسعى إليه المقاومة وهو تحرير الأرض والإنسان.
على المقاومة الفلسطيني أن تسعى إلى تشكل جبهة مقاومة موحدة في مواجهة هذا الاقتلاع، والتصدي لهذه الملاحقة والعمل على البناء التعاوني مع بقية قوى المقاومة، وان لا تعمل بشكل منعزل عن بعضها البعض، لأنها ستؤكل واحدة تلو الأخرى، وحتى لا نقول :( أكلت يوم أكل الثور الأبيض)، توحد المقاومة يجب أن يواجه توحد الاحتلال والأجهزة الأمنية المتعاونة معه والمتعاونة مع بقية أجهزة المخابرات المساندة لهما، هذه الوحدة للمقاومة باتت ضرورية وملحة حتى تتمكن من إعادة بناء نفسها ومواجهة الأعداء.
الجبهة الشعبية اليوم مطالبة بالتحرك السريع على كل الصعد السياسية والفصائيلية والمجتمعية وعلى صعيد المقاومة لمواجهة المرحلة القادمة وعليها أن تتعلم من درس أمينها العام أحمد سعدات والذي اعتقل من قبل أجهزة امن فتح وسلم إلى الاحتلال في زمن قد يكون أفضل من زمننا هذا، فكيف في زمننا الذي نعيش.