أظهرت صور جديدة حصلت عليها الجزيرة ماهر المطرب قائد فريق اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي وهو ينزل من سيارة سوداء نقلته مع بعض أعضاء فريقه من القنصلية السعودية إلى بيت القنصل.
ويظهر التصوير أعضاء الفريق وهم ينقلون حقائب يُعتقد أنها تحتوي على أجزاء جثة الضحية المقطعة عقب قتله داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبحسب المصادر التركية فإن السيارة (الفان) السوداء التابعة للقنصلية السعودية كان يقودها ذعار خالد الحربي، وقد انطلقت من القنصلية السعودية قرابة الساعة الثالثة بعد الظهر ووصلت إلى منزل القنصل محمد العتيبي -الذي يبعد عن القنصلية ثلاثمئة متر- في الساعة الثالثة وخمس دقائق.
ويلاحظ أن أعضاء فريق الاغتيال خرجوا لاستقبال السيارة في الحديقة، في الوقت الذي ازدادت فيه وتيرة الحركة مع توجه أعضاء الفريق إلى مرآب المنزل.
وتظهر الصور كذلك أن المطرب مكث ينتظر في الكرسي الأمامي من السيارة ما يزيد على ثلاث دقائق، ثم خرج منها في الساعة الثالثة وتسع دقائق وتوجه فورا إلى المرآب.
وبعد ذلك تدخل السيارة السوداء إلى المرآب وتبدأ عملية نقل خمس حقائب إلى داخل المنزل، وينزل الحقيبة الأولى خالد عايض الطيبي ويجرها خلفه ويدخل بها إلى المنزل، ثم يتبعه عبد العزيز محمد الحساوي الذي ينقل الحقيبتين الثانية والثالثة إلى داخل المنزل.
أما الحقيبتان الرابعة والخامسة فينقلهما مشعل سعد البستاني الذي يعود بعد ذلك إلى السيارة ويحمل منها أكياسا بلاستيكية سوداء اللون.
معطيات سابقة
وكان مدير مكتب الجزيرة في إسطنبول عبد العظيم محمد قال إن الصور تظهر إخراج خمس أو ست حقائب وكيس أسود من السيارة السوداء، حيث قام أعضاء من فريق الاغتيال بنقلها من المرآب إلى داخل بيت القنصل.
وأوضح أن هذه المعلومات تنسجم مع معطيات نقلتها الجزيرة سابقا عن مصادر تركية، بما في ذلك التسجيلات التي كشفت كيف أن فريق الاغتيال ناقش كيفية قتل وتقطيع جثة خاشقجي ونقلها في حقائب إلى خارج القنصلية.
وتقول صحيفة ديلي صباح التركية إن التحقيقات تقترب من نهايتها بعد صدور كتاب أعده صحفيون حمل عنوان "فظائع دبلوماسية: الأسرارُ المظلمة لقتل خاشقجي".
ويكشف الكتاب أيضا عن تسريب صوتي ناقش فيه ماهر المِطرب وصلاح الطبيقي وثائر الحربي خيارات اختطاف خاشقجي أو قتلِه قبل ساعة من وصوله إلى القنصلية، وبحسب الصحيفة فإن الغموض قد ينجلي أخيرا عن جريمة قتل خاشقجي.
وكانت النيابة العامة السعودية قالت إن قتلة الصحفي جمال خاشقجي سلموا جثته لمتعاون محلي، وطالبت تركيا مرارا السعودية بالكشف عن هوية هذا المتعاون، لكن دون جدوى حتى الآن.