تتصاعد موجة المنافسة داخل (إسرائيل) بعد دخول الجنرالات على خط الترشح وتشكيل الأحزاب، وتتجه الأنظار على رئيس أركان جيش الاحتلال السابق بيني غانتس، الذي سجّل حزبه رسميا، بعد أيام قليلة من تسجيل حزب آخر، يرأسه رئيس الأركان الأسبق، ووزير الحرب السابق موشيه يعلون.
كما يجري الحديث عن إمكانية تحالف الجنرالات في مواجهة نتنياهو الذي يترأس حزب الليكود الأقدم والأقوى إلا أن تهم الفساد تقف عثرة في طريقه.
ونشرت الصحافة (الإسرائيلية) تقارير تقول إن اتصالات جارية بين غانتس ويعلون، لفحص إمكانية الشراكة الانتخابية، وخوض الانتخابات في قائمة واحدة، ويتوقع مراقبون أنه في حال تمت شراكة فإن رئاسة القائمة ستكون حتما من نصيب غانتس.
المختص في الشأن (الإسرائيلي) سعيد بشارات قال إن ما يجري هو تحالف بين الجنرالات، مشيرا إلى أن هناك حزبين جديدين الأول ليعلون والثاني لغانتس ومن المتوقع أن يتحالفا، وبعدها سيدخلان في تحالف آخر مع "لبيد" ليشكلوا اليسار الوسط.
ولفت إلى أن التحالف السابق سيواجه نتنياهو الذي يعد زعيم اليمين، موضحا أن الخارطة توضح أن اليمين انفصل وتشقق ما بين اليمين المتشدد، ونفتالي بينت الذي يطمح لتحسين الوضع والدخول بدل نتنياهو المتورط في قضايا الفساد، بالإضافة لنتنياهو الذي يعد نفسه رأس اليمين.
وتوقع بشارات أن يكون تحالف الجنرالات قويا إذا ما درس الخارطة السياسية وانضم إلى "لابيد" الذي يعد المنافس القريب من نتنياهو، منوها إلى أنهم في هذه الحالة سيهددون نتنياهو وستشتد المنافسة.
وبين أن الصراع سيشتد وتكثر التحالفات، في المقابل فإن نتنياهو لن يفقد الأمل في البحث عن تحالفات جديدة بعد أن فقد ليبرمان.
وتوقع بشارات أن تكون الانتخابات الحالية مختلفة بالكامل عن المرات السابقة من ناحية الشدة والانقسامات، وما يميزها عن تاريخ الكيان أنها تحولت لمنافسة شخصية فباتت الأحزاب تمثل الأشخاص ولم تعد الفكرة الصهيونية موجودة، فالكل يبحث لنفسه عن موقع.
وبحسب بشارات فإن كل التحالفات والانفصالات هي نتيجة لاستطلاعات الرأي وبحث الجمهور عن الأمن واستعادة قوة الردع، فالوضع لم يعد استيطانا فحسب.
ولفت إلى أن الشارع مع الليكود الأقدم والأقوى لكن ضد بقاء نتنياهو، لكن الماكينة الإعلامية بيده لذا الخارطة غير واضحة حتى اللحظة.
ورغم توقع المعلقين الإسرائيليين ابتداءً أن حزبي غانتس ويعلون من شأنهما تغيير الخريطة السياسية، فإنه في حال جرت الانتخابات اليوم تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم "الليكود" على بقية الأحزاب الموجودة وتلك الجديدة أو ما يمكن أن يدمج فيما بينها، سواء اليمينية منها أو تلك التي توصف بالوسطية.
بدوره أعلن العميد احتياط في جيش الاحتلال غال هيرش، عزمه خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، بعد أن رفضت لجنة التعيينات الكبرى في مطلع الشهر الحالي، توليه منصب القائد العام للشرطة بسبب عدم أهليته، وتورطه في قضايا تشوبها فساد.
وحسب تقارير إسرائيلية، فإن هيرش قد ينضم الى حزب “الليكود”، ويترشح لقائمته، بدعم من وزير الشرطة الحالي غلعاد أردان.
وهذا الحراك من جنرالات في الجيش والأجهزة المختلفة، يشير إلى أن الحملة الانتخابية، ستشهد “عراكا” بين جنرالات، في محورها القضايا الأمنية والعسكرية، ما يعني تصعيدا في الخطاب الحربي المتطرف.
من جانبه اعتبر الكاتب والمختص في الشأن (الإسرائيلي) عدنان أبو عامر أن الجنرالات الإسرائيليين نجوم الانتخابات المبكرة، وهو ما يطرح قضية علاقة السياسي بالعسكري، ومن يحكم من، وكيف يصنع القرار السياسي بنكهة عسكرية، أو العكس.
يذكر أن يعلون شغل منصب وزير الدفاع في الماضي ووزير الشؤون الاستخباراتية في حكومة بنيامين نتنياهو الأخيرة، وقرر الاستقالة في أعقاب دخول “إسرائيل بيتنا” إلى الائتلاف وتعيين زعيم الحزب أفيغدور ليبرمان. وشهدت ولاية يعلون توترا شديدا مع رئيس الحكومة على خلفية قضية الجندي إيلؤر أزاريا.
فيما كان غانتس رئيسا لهيئة الأركان، تحت إمرة يعلون في الحرب التي شنّتها (إسرائيل) على غزة في صيف العام 2014، ويُطلق على ائتلافهما في الصحافة العبرية، "ائتلاف رؤساء الأركان".