تتشابه بعض الظواهر السلبية الصادرة من السياسيين بالأمراض النفسية التي تصيب كثيرا من الناس بعد تعرضهم لصدمات أو مواقف صعبة في حياتهم، وأحياناً تكون بسبب أمراض جسدية لها انعكاسات سلبية على الصحة النفسية.
وهناك أعراض لأمراض تشبه بعض سلوك السياسيين سواء كانوا قادة دول أو موظفين حكوميين كبارا، وتتطور هذه الأعراض لتصبح حالات مرضية مزمنة، ومن بينها:
"الانفعال" وهو حالة نفسية تنشأ عادة من إعاقة فجائية لرغبات قوية كالخوف والغضب، والتوتر الذي يحصل من الانفعالات المكبوتة قد يسبب اضطرابات وظيفية أو عضوية مزمنة.
"ذهان الشيخوخة" وهو مرض عقلي يصيب المسنين، فتضعف ذاكرتهم للحاجات التي حصلت من قريب، مع اكتئاب وسوء حكم وتقدير، واضطراب الفكر.
"عملية الإسقاط:" يتشابه هذا المصطلح في علم النفس بآخر أمني يتحدث عن الوسائل التي تنتهجها مخابرات الاحتلال الإسرائيلي في تجنيد العملاء للعمل لصالحها، ولكن المقصود هنا هو السلوك الدفاعي الذي ينسب فيه الفرد عيوبه ورغباته المحرمة أو العدوانية أو الجنسية للناس حتى يبرئ نفسه ويبعد الشبهات عنها، فالعميل الأمني قد يتهم الناس بالخيانة.
وقد تودي بعض هذه الأمراض بأصحابها أن يؤذوا أنفسهم والمحيطين بهم وكثيرا ما نقرأ في صفحات الحوادث في المجتمعات المختلفة عن شخص انتحر أو قتل زوجته وأطفاله.
وإذا كانت هذه الأمراض خطيرة عندما تصيب أناساً عاديين فكيف إذا أصابت شخصيات كبيرة أو من يحكمون شعوبهم، نيرون مثلاً حرق روما بعد أن صور له خياله بأن يعيد بناء المدينة بعد حرقها أولاً، وكان يرقب المشهد أثناء جلوسه مستمتعاً بما يرى على برجٍ مرتفع، بينما تتعالى صرخات الضحايا من جراء النيران التي كانت تلتهم أجسادهم دون رحمة.