غزة/لميس الهمص
عاد الأمل من جديد للمواطنين في قطاع غزة بعد إطلاق سراح 20 أسيرة يوم الجمعة الماضي بأن تكون تلك الخطوة بداية لخطوات لاحقة تؤثر على حياتهم وتغير أواضعهم الصعبة ، فباتوا يحلمون بتخفيف الحصار الذي اشتد بعد أسر الجندي شاليط ، كما بات التفاؤل يتسلل لقلوب المشردين بقرب إعادة إعمار منازلهم المدمرة.
لم تبدأ بعد
ويرى بعض المراقبين أن تنفيذ الدولة العبرية لشرط حماس بفك الحصار عن غزة بعيد إتمام صفقة التبادل سيعطي الحكومة في القطاع فرصة لأخذ دورها وممارسة عملها وتنفيذ مشروع إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، في حين رأى البعض أن الصفقة لم تبدأ بعد وقد تحتاج وقتا للتفاوض لإنجازها.
الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب قال: الصفقة لم تبدأ بعد ومن المبكر الحديث عن تسهيلات حتى يتم الانتهاء من الصفقة ويتم التبادل بصورته النهائية"
وأشار إلى أنه من المؤكد أن الصفقة في نهايتها من السهل الحديث عن اتفاقات سيتم انجازها ممكن أن يكون أحدها تخفيف الحصار، مبينا أنه فرض منذ بداية الانتفاضة وزاد بعد سيطرة حماس على القطاع .
ونوه إلى أن الحصار غير مرتبط بشاليط فقط بل هو أن إسرائيل تربط الحصار بوجود حماس في القطاع والانقسام الحاصل وقضية شاليط.
وذكر أن إسرائيل عندما اشترطت الحصول على شريط الفيديو للجندي الأسير في غزة جلعاد شاليط تهدف أولا إلى الاطمئنان على صحته انه مازال بصحة جيدة وضمان استئناف العملية التفاوضية, وثانيا على الأرجح أن يكون لها بعد امني خاصة أن إسرائيل تعكف على دراسة الموقع والصورة والصوت, وفي نهاية الأمر تريد التوصل إلى مكان وجوده.
ورأى حبيب أن الإفراج عن 20 أسيرة تحت الضغط هو عنصر ايجابي وجيد للمقاومة, ويعد انتصارا لها.
وعما إذا كانت بداية الصفقة الكبرى قال حبيب: ربما يكون كذلك وريما العكس وأنها ستماطل كثيرا وتريد التعرف على مكان شاليط.
حلحلة كبيرة
وفي ذات السياق رأي المحلل السياسي حاتم أبو زايدة في الإفراج عن الأسيرات مقدمة لإتمام صفقة تبادل الأسرى والرضوخ لمطالب الفصائل الآسرة بعد أن امتنعت دولة الاحتلال التعاطي مع تلك المطالب منذ ثلاثة أعوام .
وذكر أن عملية انجاز الصفقة قد تحتاج لعدة أشهر حيث تكمن الصعوبة في تقرير مصير أصحاب المحكوميات العالية وما يدور حول إبعادهم.
وحول إمكانية تخفيف الحصار في حال إتمام صفقة التبادل أشار إلى أن المصريين طرحوا سابقا تخفيف الحصار مقابل وقف إطلاق النار لكن اولمرت في حينه ربط القضية بإطلاق سراح شاليط فهي دائما تربط الحصار بالجندي للضغط على الفصائل .
وبين أن القضيتين الأساسيتين في فرض الحصار هما الجندي شاليط ووجود حماس في السلطة لكن مع إمكانية حصول اتفاق وطني خلال الشهر الحالي من المؤكد أن الحصار سيكون فيه حلحلة كبيرة .
من جانبهم أكد مسئولون أمنيون إسرائيليون في تصريحات سابقة أن قوات الاحتلال لن تخفف الحصار المفروض على قطاع غزة ما لم يفرج عن الأسير الإسرائيلي المحتجز في قطاع غزة.
وتضغط قوات الاحتلال بواسطة الحصار على الحركات الآسرة للجندي الأسير لإجبارها على تليين مطالبها، إلا أن ذلك لم ينجح خلال السنوات الماضية في ثنيها عن المطالب التي حددتها في بداية المفاوضات.
ونقلت إذاعة الجيش عن مسئولين أمنيين قولهم إنه « طالما بقي غلعاد شاليط في الأسر – لن تتقدم المداولات حول تخفيف الحصار على قطاع غزة». وأكدوا أن إسرائيل «لن تسمح بزيادة حجم البضائع المسموح بدخولها إلى قطاع غزة إلى أن يتم إطلاق سراح شاليط».
كما أكد مصدر مسئول في ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي أن هذه الصفقة لا تعني قرب انجاز صفقة شاليط إذ أن المفاوضات بشأنها ستكون طويلة وشاقة.
ومن جانبه قال المحلل العسكري الاسرائيلي روني دانييل خلال موجة خاصة لقنوات التلفزة الاسرائيلية "ان الصفقة الكبرى لا تزال بعيدة ورغم ان الوسيط الألماني حقق نجاحا في تحريك الملف-
من جانبه المحلل السياسي الإسرائيلي امنون ابراموفيتش قال ما يخالف المحلل العسكري دانييل فأوضح "لقد قررت إسرائيل قبل 3 أشهر تسهيل عملية إنجاح التبادل ويبدو أن شاليط سيكون في بيته حتى نهاية العام الجاري 2009".
يشار إلى أن نحو 11 ألف أسير فلسطيني يقبعون في السجون الإسرائيلية، ولكن دولة الاحتلال نجحت إعلاميا في رفع قضية أسيرها إلى كافة المحافل الدولية، ولا ترى غضاضة في فرض حصار مشدد على نحو مليون ونصف فلسطيني في قطاع غزة.
وفي الوقت ذاته لم تتعهد رسميا برفع الحصار بعد التوصل إلى صفقة مع الفصائل الفلسطينية.